سياسة عربية

ماذا وراء ظهور نجل شقيق صالح في مدينة شبوة؟

الجنرال طارق محمد صالح - أرشيفية
الجنرال طارق محمد صالح - أرشيفية

كشفت مصادر يمنية خاصة عن تفاصيل مهمة لها ارتباط وثيق بظهور نجل شقيق صالح، العميد، طارق محمد عبدالله صالح، قبل  يومين، في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، بعد مضي أكثر من أربعين يوما على مقتل عمه، برصاص الحوثيين في صنعاء.


وقالت المصادر، مفضلة عدم ذكر هويتها لـ"عربي21"، إن تقديم العزاء من قبل "طارق" لأسرة أمين عام حزب "المؤتمر" عارف الزوكا، الذي قتل برفقة عمه صالح، ما هو إلا واجهة لترتيبات جريئة بدعم إماراتي، ولذلك اختار ظهور الأول في محافظة شبوة، بعد انتقاله من معسكر التحالف العربي في محافظة مأرب مباشرة نحوها.


وكان نجل شقيق صالح، قد قال في أول ظهور له، يوم الخميس: نمد أيدينا إلى الأشقاء في المملكة العربية السعودية لاستعادة الأمن والاستقرار في اليمن، على اعتبار أن أمنها من أمن المنطقة. دون أن يكشف موقفه من الشرعية.

 

ووفقا للمصادر، فإن "أبوظبي" اختارت محافظة شبوة، لإعادة ترتيب وضع "طارق"، لما تمثله من ملاذ آمن، لتحركه وتنقله بحرية، في ظل الحضور الحكومي الباهت فيها، وصعوبة حدوث ذلك، في محافظة أخرى كمأرب، التي غادرها.


 وأكدت المصادر أن هناك مركزا تدريبيا تقيمه "أبوظبي" للمئات من الموالين لصالح، في وادي عدس بمديرية الصعيد، مسقط رأس الزوكا، في شبوة، بينما سبق أن أرسل دفعات أخرى للقاعدة الإماراتية في أرتيريا للخضوع لدورات عسكرية وإعادتهم إلى هذا المعسكر. وهذا ما يفسر انتقال "طارق" إلى تلك المدينة الغنية بالنفط، واختيار ظهوره الأول منها، بعيدا عن واجهة العزاء التي تدثر بها فقط. وفق للمصادر.

 

وأشارت إلى أن هذا المعسكر هو الأول والأكبر الذي أنشأته الإمارات قبل أحداث كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في صعيد شبوة، "لتجميع وتدريب مقاتلين موالين لعائلة صالح"؛ تمهيدا لتشكيلهم عسكريا.


وبحسب المصادر، فإن عددا من العسكريين "ضباط وجنود"، وهم الأشد ولاء وتبعية لصالح، تم استدعاؤهم إلى مدينة عدن (جنوبا). فيما توقعت  أن معسكرا في منطقة "بئر أحمد" غربي عدن، بعدما تم إخلاء معتقل يقبع فيه المئات، كان يقع في نطاقه ونقلهم إلى مكان أخر، يعتقد أنه خصص لاستقبال هؤلاء العسكريين وإيوائهم. 


وذكرت المصادر أن هذه الجهود الإماراتية الجارية على قدم وساق، بدءا بمعسكر "وادي عدس"، ومرورا باستدعاء ضباط من قوات الحرس الجمهوري سابقا، إلى مدينة عدن (جنوبا)، وصولا لوصول نجل شقيق صالح "طارق" إلى شبوة، تأتي في سياق محاولتها تشكيل قوة عسكرية بقيادته لفرضها في العمليات القادمة باتجاه العاصمة اليمنية صنعاء.

 

وتجدر الإشارة إلى أن اجتماعا عقده أعضاء في حزب المؤتمر فروا إلى مدينة  مأرب، قبل أيام، وطالبوا بالاعتراف بهم  كشريك، و"تمكينهم من قيادة جبهات خاصة بالحزب ضد الحوثيين"، والجزئية الأخيرة، لم يتم طرحها عبثا، بل تعكس ملامح ما يدار في الخلف.

 

وقالت إن طارق متحرر من أي أعباء أو عقوبات دولية، كما حال نجل صالح، العميد أحمد، ولذلك تعده حكومة "أبوظبي" حصان الثورة المضادة في نسختها الثانية، التي تسعى أبوظبي لاستكمالها وتقويض الحضور الواسع لحزب الإصلاح، أكبر الفاعلين في ثورة فبراير (شباط)، التي اندلعت في العام 2011 ضد نظام صالح.

 

وأوضحت المصادر أن الخطة الإماراتية تقتضي إعادة إنتاج عائلة صالح من جديد، عسكريا وسياسيا، بعدما صهر الحوثيون كل عوامل القوة العسكرية والأمنية والسياسية والاستخباراتية لصالح طيلة الثلاث السنوات من التحالف بينهما، الذي انتهى بمقتله.

 

كما تهدف الخطة إلى فرض معادلة عسكرية جديدة في الميدان، من خلال تمكين القوة العسكرية التي أنشأت لها معسكرا في شبوة، وإسناد قيادتها للجنرال "طارق" من قيادة إحدى الجبهات المتقدمة نحو صنعاء بعيدا عن الجيش الوطني.

 

يترافق ذلك، مع تحركات حثيثة تجري داخل الجبهات لشراء ولاءات عسكريين في القوات الحكومية، لزرع روح "الانهزام" في نفوس الجنود، وضرب ثقتهم بقيادة الجيش الوطني لخلخة الجبهات.  
ولفتت المصادر إلى أن محمد بن زايد، ولي عهد "أبوظبي"، يولي أهمية قصوى "للمحافظة على ورثة صالح السياسيين والعسكريين ورعايتهم"، وهما يندرجان ضمن استراتيجية "الثورة المضادة"، وإعادة تسويق قيادة المؤتمر وعائلة صالح" وتثبيتهما في المشهد بقوة التسوية أو الحسم العسكري.


بالإضافة إلى قطع الطريق أمام التئام قيادة حزب "المؤتمر" بجناحيه المؤيد للشرعية و"مؤتمر القاهرة"، وإعاقة محاولات الحكومة الشرعية، لتطبيق ذلك، بعد نجاح الحوثيين في إنتاج نسخة مؤتمرية موالية لهم في صنعاء. حسبما ذكرت المصادر.


ووفقا للمصادر، فإن الإمارات لا تريد وصول قوات الجيش الوطني إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أو انضمام أنصار صالح للشرعية، أو التحاقهم بصفوف قواتها.

 

وحذرت في الوقت نفسه، من أنها تحاول استغلال تعاطف الشرعية بعد مقتل صالح، لإيجاد قيادة لأولئك الفارين، والزج بهم أمام قوات الشرعية وإغراقها في وحل خبيث". وفق تعبيرها.

التعليقات (0)