مقالات مختارة

هل كان "عنان" البديل الجاهز لـ"شفيق"؟!

محمود سلطان
1300x600
1300x600

من المبكر لأوانه القطع بأن الفريق سامي عنان، قرّر نهائيّا خوض انتخابات الرئاسة.. صحيح أن حزبه أعلن ذلك رسميّا، ولكن تأكيد ذلك، لا يزال يحتاج إلى القليل من الوقت.. فالرجل لم يظهر ليعلن ذلك بنفسه، فيما تبقى تجربة الفريق أحمد شفيق حاضرة، بكل ملابساتها، ما يجعلنا عند حدود الترقب الذي لا نبني عليه.   

غير أن الظهور المفاجئ لـ"عنان" ـ أيًا كان شكله ـ في المشهد، قد ينطق جزءا من المسكوت عنه، من ترتيبات تُجرى خلف الأبواب المغلقة، ومهمومة بمستقبل الكرسي الرئاسي. لا يجوز الفصل بين "شفيق" و"عنان".. فكلاهما ـ يبدو لي ـ يصدران من سياق "أمني وسياسي" واحد، ويعبران عن القوى المعارضة لـ"السيسي"، داخل مؤسسات الدولة ذاتها. ولعلنا نتذكر، الموكب الرئاسي، الذي صاحب "شفيق"، بعد خروجه من كنيسة البطرسية، منذ أسبوعين، والذي تحدثت عنه في حينه، وكان مثقلا بكثير من التفاصيل المسكوت عنها. كان من الواضح أن "جهة ما" تتولى حماية "شفيق"، ليس لمراقبته، وإنما بوصفه مرشحها المفضل، ضد الرئيس السيسي.. بل تعاملت معه بروتوكوليا، وكأنه قد فاز فعلا في الانتخابات. تسريبات "نيويورك تايمز"، ترجح هذا الاحتمال، خاصة الجزء المتعلق بـ"شفيق" والحاضنة الأمنية المؤيدة له.

 

ويظل احتمال قوي، أن يكون "عنان" البديل الجاهز، الذي تم الدفع به، خلفا لـ"شفيق".. فالسكوت على نجاح الضغوط "المزعومة" على "شفيق"، في إبعاده عن المنافسة، سيكون ـ بالتأكيد ـ إهانة غير مقبولة، للسند الصلب الذي استند إليه، في اتخاذ قرار الترشح ومغادرة الإمارات إلى فرنسا، مستهلا منها دعايته الانتخابية.

 

ظهور "عنان".. قد يكون مفاجئا فعلا، لمن يعتقد أن القوى التي صنعت 30 يونيو، وخرجت منه منتصرة، موحدة بالكامل خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي.. فيما تشير التطورات اللاحقة في الأسبوع الأخير، إلى أن الرئيس ربما يكون غير مقنع للنصف الآخر من حاضنته التي يعتمد عليها.

 

لن ننتظر طويلا، حتى نتأكد ما إذا كان "عنان" جادّا في قراره، ولكن يبقى الإعلان "غير المؤكد" لترشحه، مربكا للترتيبات التي تراهن عليها إدارة الرئيس السيسي، بل ربما يكون التوقيت قد حدّد بذكاء سياسي، لا يصدر إلا عن عقول مدربة سياسيا وأمنيا وذات خبرات احترافية متراكمة.

 

ويبقى السؤال الأهم، متعلقا بمفاجآت قادم الأيام، بشأن المسار الذي ستجري عليه الانتخابات حال قرر عنان منافسة السيسي، بالتزامن مع تصاعد التوتر والقلق للقوى المؤيدة للأخير، ومدى رد فعلها، حال جاءت الرياح على عكس ما تشتهي السفن.

 

المصريون المصرية

3
التعليقات (3)
حرفوش
الإثنين، 15-01-2018 01:16 ص
أذا كشفت الأيام القادمة عن تأكيد ترشح عنان للرئاسة فأعتقد أن يكون هناك تغير فى المشهد لأن الأثنين ابناء مؤسسة واحدة ولابد أن هناك اجنحة داخل هذة المؤسسة تؤيد ترشح عنان وسوف تدعمة على الأقل بضمان ولوبنسبة 50%نزاهة فى العملية الأنتخابية ومن الممكن أن ينزل الناخبين الى اللجان وان كان هذا ليس مستحيلا لكنة صعب أن يحدث ويكون هناك انتخابات حقيقية وحتى ان حدث الأخير من يضمن صحة النتائج ولا أعتقد حدوث انتخابات حقيقية ولاصحة نتائج فنحن أمام معادلة صعبة لا يعلم حلها الا الله سبحانة فى ملكة
مصري جدا
السبت، 13-01-2018 06:35 م
المطروح ليس سباقا سياسيا لنحلله وفقا لقواعد السياسة ،،، لكنه صراعا عسكريا على السلطة تدعمه اجهزة ودول له من الاعتبارات الخفية ما لم يعلمه غير المقربين من اجهزة المعلومات ،،، لذا علينا التمهل وعدم التسرع في الحكم على المشهد الحالي
مصري
السبت، 13-01-2018 09:55 ص
أولا : السيسي ليس برئيس بل هو عميل و جاسوس للموساد منذ امد بعيد وبلطجي سطا علي السلطة في مصر بقوة السلاح الغاشمة ليقتل ألاف الأبرياء و ليسرق ثروات و مقدرات شعب مغيب جهله و أفقره و جوعه و أمرضه وجعله من أكثر شعوب العالم تخلفا في جميع ميادين الحياة حتي في الدين والأخلاق حثالة من العسكر عملاء للغرب منذ انقلاب 1952 ..........ثانيا : يهوي العسكر الألعاب و المسرحيات الهزلية العبثية و ما يسمي بالإنتخابات فهي إستمرار لتلك المسرحيات العبثيه و الغرض منها تبيض وجه السيسي القبيح في الغرب وإيجاد مبرر لإستمرار دعم السيسي بضغط من اسرائيل لأنه عميلها الذي يسيطر علي قاطني وسية السيسي التي يرتع فيها كيفما يشاء وليس من حق أحد أن يحلم مجرد حلم بأنه يزيح السيسي ليحل محله في العاصمة الجديدة التي جهزها السيسي بتجهيزات خرافية توطئه لحكم آل السيسي الدائم علي غرار حكم آل كيم أيل سونج ليظل الشعب في سباته يأكل و يشرب كالأنعام لا فرق بين يوم و سابقه أو تاليه .