ملفات وتقارير

اعتقالات القدس.. تمزيق للمجتمع وتفريغ للساحة من المؤثرين

الاحتلال يشن حملات اعتقال مستمرة تستهدف مختلف الفئات في القدس المحتلة- جيتي
الاحتلال يشن حملات اعتقال مستمرة تستهدف مختلف الفئات في القدس المحتلة- جيتي

تتصاعد حملة الاعتقالات التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، بهدف تفريغ الساحة المقدسية من الشبان الذين لهم حضور فاعل في المجتمع المقدسي، ويقفون في صدارة المناهضين لمشاريع الاحتلال في المدينة المقدسة.

 

شيطنة زوار الأقصى

وأكد رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، أمجد أبو عصب، أن "الاحتلال وضمن خطته الرامية لحسم قضية القدس والمسجد الأقصى، يشن حملات اعتقال مستمرة ومتصاعدة تستهدف مختلف الفئات في مدنية القدس".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "قوات الاحتلال اعتقلت خلال العام الماضي، 2466 مقدسيا، منهم 520 من داخل أو محيط المسجد الأقصى، و88 سيدة، ونحو 750 طفلا"، مؤكدا أن "الاحتلال لا يستثني أحدا في القدس، وتركزت الاعتقالات في البلدة القديمة وبلدة سلوان والعيسوية والطور وشعفاط".


ونوه أبو عصب إلى أن "أعلى نسبة اعتقالات وقعت بعيد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القدس المحتلة عاصمة للاحتلال، بواقع 432 حالة اعتقال تم تنفيذها".

وأضاف: "شهدنا خلال الفترة الماضية، استهدافا لشريحة كبيرة من أبناء القدس، ممن وجه لهم الاحتلال اتهامات بأنهم ينتمون لتنظيم لا وجود له على أرض الواقع، أطلق عليه "تنظيم شباب المسجد الأقصى"، في محاولة لشيطنة كل من يزور الأقصى".


ولفت رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، إلى أن "سلطات الاحتلال فرضت أحكاما عالية على المعتقلين من أبناء القدس، وغرامات مالية كبيرة في محاولة لردعهم عن الدفاع عن حقوقهم ومقدساتهم، وذلك لمجرد ترددهم على الأقصى وخدمة المصلين".

الاعتقالات طالت الكل


وأفاد، بأن "الكثير من الشباب والأخوات تم اعتقالهم أيضا لمجرد التعبير عن رأيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، مضيفا: "الاحتلال يعد علينا خطواتنا، ويفرض الاعتقال المنزلي على عدد كبير من المقدسيين، ويبعد الكثير عن الأقصى والبلدة القديمة، وأحيانا عن القدس بأكملها".

ونبه إلى أن "قوات الاحتلال تستخدم المزيد من القوة والإجراءات الظالمة، لإعادة هيبتها في القدس، بعدما مرغ المقدسيون أنوفهم في التراب، بعد رفضهم تركيب البوابات الإلكترونية والكاميرات والحواجز في تموز/ يوليو الماضي"، لافتا إلى أن "الاحتلال لا يريد أي حراك في القدس، وهو يسعى للانقضاض عليها وإقامة هيكله المزعوم بأي ثمن كان".


من جانبه، أكد المحامي الفلسطيني المختص في قضايا القدس، خالد زبارقة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، "تستهدف بالاعتقال شبه اليومي خلال الفترة الماضية الشبان المقدسيين المؤثرين، تمهيدا لتفريغ الساحة من كافة الشخصيات القيادية والشبابية التي لها حضور فاعل بين فئة الشباب".


وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "الاحتلال يريد أن يفرض على أهل القدس، الاستسلام المطلق لسياسيات الاحتلال التي تستهدف المدينة بكل ما فيها"، معتبرا أن "عام 2017، هو عام انتهاكات حقوق الإنسان لكافة مركبات الشعب الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس؛ لأن الاستهداف الإسرائيلي طال القيادات، والشباب، والأطفال، والنساء، والعقارات والبيوت، والمقدسات، وحتى المقابر...".


ضرب النسيج المجتمعي

 
ولفت زبارقة، إلى أن "أجهزة أمن الاحتلال تقوم بمصادرة الأغراض الشخصية الخاصة بالمعتقلين؛ من حواسيب وهواتف وغيرها، وتعمل على فحصها للوصول للاهتمامات والمحادثات الشخصية لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من أجدل تقديم لائحة اتهام ضد المعتقلين".

وأضاف: "ما يجري هو أحد أدوات السيطرة والإخضاع التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد جيل الشباب في القدس".


وشدد المحامي الفلسطيني، على خطورة ما يقوم به الاحتلال في القدس في هذا الجانب، والذي يهدف إلى تفكيك المجتمع المقدسي"، موضحا أن "دور تلك الشخصيات المؤثرة لا يقتصر على الدفاع عن الأقصى والمقدسات مع أهميته، لكن لديهم دور كبير في الحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي وحل النزاعات الداخلية".


اقرأ أيضا: خلف الكواليس.. "هآرتس" تكشف طرق مثيرة لمصادرة عقارات القدس

 

وإضافة للاعتقالات المتواصلة، فقد نوه إلى أن "الاحتلال عبر أذرعه ومخططاته وعملياته المختلفة، يعمل على نشر الجريمة والمخدرات والدعارة والسلوكيات الغريبة السيئة؛ كل ذلك بهدف تمزيق المجتمع المقدسي وتهويده تمهيدا لإحكام السيطرة على القدس بكل ما فيها"، وهو ما كشفت عن جزء منه صحيفة "هآرتس" العبرية مؤخرا.


يشار إلى أن المحامي زبارقة خرج من السجن الإسرائيلي عقب اعتقاله لفترة قصيرة، خضع خلالها للتحقيق، ومن ثم تم الإفراج عنه ومنعه من الإدلاء بتصريحات صحفية واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لفترة محددة.

التعليقات (0)