صحافة دولية

تسايت: كيف يعيش الشباب العربي ممزقا بين الإحباط والتفاؤل؟

67 بالمائة من الشباب التونسيين لا يعيرون اهتماما للشأن السياسي- أ ف ب
67 بالمائة من الشباب التونسيين لا يعيرون اهتماما للشأن السياسي- أ ف ب

نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على وضع الشباب العربي، وفقا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة "فريدرش إيبرت". وفي الوقت الراهن، يعيش الشباب العربي ممزقا بين الإحباط من فساد الأنظمة الحاكمة، والأمل في مستقبل أفضل.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بالنظر إلى الفساد المستفحل في منطقة الشرق الأوسط، من المرجح أن يفقد الشباب العربي الأمل في مستقبل أفضل. وحيال هذا الشأن، أجرت مؤسسة "فريدرش إيبرت"، خلال سنة 2016، استطلاع رأي في ثماني دول عربية؛ منها تونس والمغرب ومصر واليمن وفلسطين. وقد كشفت نتائج هذا الاستطلاع أن 65 بالمائة من الشباب العرب متفائلون حيال مستقبلهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاستطلاع تضمن مائتي سؤال تمحورت حول وضع الشباب العربي وقيمهم وأهدافهم، علاوة على ثقتهم في السياسة والدين. وقد استهدف الاستطلاع مجموعة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و30 سنة. ووفقا لنتائج الاستطلاع، تبين أن مسألة "الالتزام السياسي" تحتل المرتبة الأخيرة في قائمة اهتمامات الشباب المستجوبين، إذ أن 67 بالمائة من الشباب التونسيين لا يعيرون اهتماما للشأن السياسي، فيما بلغت نسبة نفور الشباب من السياسة في الأردن 70 بالمائة.

 

اقرأ أيضا: الأمم المتحدة: ارتفاع هائل بالبطالة في صفوف الشباب العربي

وأضافت الصحيفة أن الدراسة كشفت أن الشباب العربي فقد ثقته في الأحزاب السياسية والبرلمان. وفي هذا السياق، صرحت شابة مغربية، تبلغ من العمر 30 سنة، أن "السياسيين لا يؤدون واجبهم على النحو المطلوب. ففي المغرب، يدعي السياسيون أنهم سيحاربون الأمية، لكنهم لا يفعلون ذلك على أرض الواقع". وفي المقابل، أعرب الشباب المستجوبون عن استعدادهم للانخراط في العمل الاجتماعي في صلب المنظمات غير الحكومية.

وأوضحت الصحيفة أنه رغم الوضع الكارثي الذي يعيشه الشباب العربي، إلا أن 10 بالمائة من الشباب المستجوبين يرغبون في مغادرة أوطانهم. أما فيما يتعلق بمسألة النظام السياسي، فقد كانت مواقفهم متباينة؛ ففي تونس ومصر ولبنان، تحبذ أغلبية الفئة الشابة النظام الديمقراطي، في حين يرغب 27 بالمائة من الشباب المغربي في أن يسير شخص قوي دواليب الحكم في المملكة.

وأفادت الصحيفة بأن أغلبية الشباب المستجوبين يعتبرون الأسرة المكان الوحيد الآمن. ومن جهة أخرى، بين استطلاع الرأي أن الشاب العربي يثق في المقام الأول في الله. وعلى ضوء هذه المعطيات، عزت مؤسسة "فريدرش إيبرت" ثقة الشاب العربي في الله إلى محدودية فرص التشغيل، لذلك يبدو أن معظمهم وجد في الدين ملاذا آمنا ينأى به عن الأوضاع الاقتصادية المزرية. 

 

اقرأ أيضا: الشباب العربي يروي تجاربه في مؤتمر الشرق بإسطنبول (فيديو)

وذكرت الصحيفة أن استطلاع الرأي كشف أن الأشخاص المتدينين أعربوا عن ثقتهم في المستقبل، وخاصة المرأة العربية التي تعتبر أكثر تدينا من الرجل نظرا لمحدودية آفاقها. وفي هذا السياق، أوردت شابة يمنية متخرجة، تبلغ من العمر 28 سنة، "على الرغم من الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب الذي أمر به، إلا أنني واثقة بأن الله سيحل كل الأزمات وسيقضي على الفساد في اليمن. وكلي ثقة بأن المستقبل سيكون أفضل".

وأشارت الصحيفة إلى أن التدين في العالم العربي غير مرتبط بالمستوى التعليمي أو الطبقة الاجتماعية. فوفق نتائج استطلاعات الرأي، تبين أن معظم الأشخاص المتدينين يتحدرون من وسط عائلي مثقف وميسور الحال. كما كشف الاستطلاع أن الشباب العرب يعتبر الدين شأنا خاصا لا يمت للسياسة بصلة. وفي هذا الإطار، صرح أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماربورغ، رشيد عويسة: "يبدو أننا نعيش في بداية عهد اللائكية في العالم العربي".

وقالت الصحيفة إن الرغبة في العيش في أمان تحتل المرتبة الثانية في قائمة اهتمامات الشباب المستجوبين. وبناء على ذلك، يبدو أن الشاب العربي يشاطر الشاب الألماني عددا كبيرا من الاهتمامات البعيدة كل البعد عن السياسة.

التعليقات (0)