صحافة دولية

صحيفة روسية: أي الأسباب تدفع الكرملين لترويض دمشق وطهران؟

هناك العديد من العلامات التي تشير إلى أن الصراع العسكري في سوريا دخل مرحلة جديدة- ارشيفية
هناك العديد من العلامات التي تشير إلى أن الصراع العسكري في سوريا دخل مرحلة جديدة- ارشيفية

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها روسيا، والتي تعكس رغبة الكرملين في ترويض كل من دمشق وطهران خدمة لمصالحه في سوريا والشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن البيان الذي نشره الجانب الروسي المتعلق بنهاية العملية العسكرية في سوريا وبدء انسحاب قواتها لا يعني قطعا نهاية الحرب الأهلية في البلاد. كما أن هناك العديد من العلامات التي تشير إلى أن الصراع العسكري دخل مرحلة جديدة.

وأكدت الصحيفة أن دمشق التي تحظى بدعم روسيا وإيران تحاول الاستفادة من الظروف القائمة وبسط نفوذها على المناطق المدرجة ضمن مناطق وقف التصعيد التي تسيطر عليها المعارضة.

 

ودون أدنى شك، تحاول موسكو التستر على العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوري ضد المعارضة، وهو ما يتعارض مع الاتفاقات التي وقعها الجانب الروسي معها في القاهرة وجنيف. كما أبدت موسكو استعدادا لمواصلة تقديم الدعم للعمليات العسكرية التي تنفذها دمشق ضد المعارضة.


اقرأ أيضا :  خبير ألماني: الأسد لم يكسب الحرب.. وهذا دور روسيا وإيران

أما بالنسبة لإيران فهي ترغب في مواصلة عملياتها العسكرية في سوريا لتعزيز نفوذها في المنطقة، ليصبح بذلك وجود الميليشيات الشيعية على الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة السنية أمرا عاديا.

وأفادت الصحيفة بأن الأسد وحاشيته يرغبون في حشد الفصائل الشيعية العراقية واللبنانية لمواجهة العدو المشترك في المستقبل.

 

وبما أن الجماعات المسلحة الشيعية، على غرار "الحرس الثوري الإيراني"، تحظى بتأييد واسع من قبل روسيا، فإنه من الممكن أن يصبح النظام السوري والجماعات المسلحة الشيعية الموالية لطهران، خاضعين للروس الذين يحاولون النأي بالنظام السوري وحلفائه بعيدا عن الأخطاء التي قد تضر بالمصالح الروسية.

النظام السوري على استعداد لمواصلة العملية العسكرية ضد المعارضة السورية حتى يتخلص من أي خصم أو بديل محتمل للحكومة السورية

وذكرت الصحيفة أن إعادة إعمار سوريا عملية مكلفة للغاية، وهو عبء ثقيل لن يتمكن حلفاء النظام من تحمله.

 

وخلافا للمتوقع، تم تداول مسألة استعداد الصين لإعادة إعمار البلاد، في حين لا تبدو المعارضة السورية قادرة على القيام بدور فعال حيال هذه المسألة.

 

في المقابل، يبدو أن النظام السوري على استعداد لمواصلة العملية العسكرية ضد المعارضة السورية حتى يتخلص من أي خصم أو بديل محتمل للحكومة السورية الحالية بقيادة الأسد.

وأوردت الصحيفة أن قوات الأسد، في الوقت الحالي، تشن هجمات على قوات المعارضة في العديد من الجبهات، لعل أولها في منطقة وقف التصعيد في إدلب، حيث يواصل النظام استهداف قاعدة أبو الظهور الجوية.

 

وفي حال تمت هذه العملية بنجاح من المتوقع أن تحاول قوات النظام السوري التقدم أكثر نحو المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية، حتى تستولي على جميع جيوب المعارضة القريبة من الحدود التركية. 


اقرأ أيضا :  "هآرتس": سؤالان حاسمان عن الانسحاب الروسي من سوريا

 

والجدير بالذكر أن الهجمات التي تشن على منطقة الغوطة الشرقية، التابعة لمناطق وقف التصعيد، لا تزال مستمرة. ويعيش في هذه الأراضي القريبة من دمشق، بين 250 و400 ألف مدني من الموالين للمعارضة.


وأوردت الصحيفة أنه على خلفية اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، لا تستبعد الدولة العبرية استئناف الأعمال القتالية في الجنوب الغربي لسوريا التابع لمناطق وقف التصعيد، وهي المنطقة التي تمثل حاجزا بين الفصائل الشيعية المؤيدة لإيران ومرتفعات الجولان التي ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وبينت الصحيفة أن هذا المعطى ينذر باحتمال اندلاع صراع في المستقبل، نظرا لتواجد تنظيم القاعدة والمجموعات الموالية لإيران في مناطق قريبة من مرتفعات الجولان.

فشل إيران في النهوض بسياستها الخارجية في المنطقة وإجهاض مساعيها في سوريا من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط

ومن هذا المنطلق، من المرجح أن تتخذ إيران من تواجد عناصر تنظيم القاعدة في هذه المنطقة ذريعة لمزيد توسيع نطاق نفوذها العسكري، وهذا قد يستفز إسرائيل ويدفعها إلى التدخل في الصراع السوري.

وفي خضم هذه الأحداث، لن يكون لدى دمشق القدرة على تنفيذ العمليات العسكرية في جميع الاتجاهات في آن واحد، ما من شأنه أن يمكن المعارضة السورية من الرد على هجمات الأسد، وهذا يمكن أن يقود الصراع السوري إلى مرحلة جديدة.

وأضافت الصحيفة أن الحفاظ على عملية السلام في سوريا يعتمد على المحادثات بين كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن هذه المحادثات تثير قلق طهران ودمشق. ومن جهة أخرى، يشكل التوسع الإيراني في المنطقة تهديدا على المصالح الروسية في سوريا.

 

اقرأ أيضا :  هل سيواجه محور "روسيا تركيا إيران" تقارب السعودية وإسرائيل؟


ومن المفارقات الغريبة في القضية السورية أن المعارضة مستعدة للحوار مع موسكو، بينما ترفض الحوار مع دمشق وطهران، مما يوحي بأن المعارضة السورية قد تكون الأداة الوحيدة لمواجهة النفوذ الإيراني، وإضفاء التوازن الضروري على السلطة في سوريا.

وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن فشل إيران في النهوض بسياستها الخارجية في المنطقة وإجهاض مساعيها في سوريا من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط.


0
التعليقات (0)

خبر عاجل