ملفات وتقارير

قراءة سياسية في خطاب حماس في ذكرى انطلاقتها الـ 30

هنية قال إن "قضية فلسطين والقدس بعد قرار دونالد ترامب (الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل) عادت إلى الصدارة"- عربي21
هنية قال إن "قضية فلسطين والقدس بعد قرار دونالد ترامب (الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل) عادت إلى الصدارة"- عربي21

 أبرقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في ذكرى انطلاقتها الـ 30، بالعديد من الرسائل الداخلية والخارجية المهمة، وفق متحدثين لـ"عربي21"، أكدوا أنها تأتي في وقت تشهد القضية الفلسطينية محاولة لتصفيتها.

 إسقاط صفقة القرن

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في خطابة بذكرى انطلاقة حركته الثلاثين في مدينة غزة والذي حضرته "عربي21"، أن "قضية فلسطين والقدس بعد قرار دونالد ترامب (الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل) عادت إلى الصدارة"، مشددا على أن " وعد ترامب لن يمر حتى لو فصلوا هذا الرأس عن جسدي، وهدفنا من الانتفاضة الجديدة إسقاط ما يسمى بصفقة القرن".

ورأى الباحث والمحلل السياسي، حمزة أبو شنب، أن خطاب "حماس" في ذكرى انطلاقتها الذي ألقاه رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، "حمل العديد من الرسائل في ثلاثة اتجاهات رئيسية؛ الأول منها تمثل في ملف المصالحة الفلسطينية، وحرص حماس على مواصلة العمل في هذا الملف، مع تجاوز كل الإشكاليات التي تعترض هذا الملف بشكل دوري".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن الاتجاه الثاني؛ تمثل في تفعيل الانتفاضة الفلسطينية وتوحيد كل الصف الفلسطيني خلف هذا التوجه، مع التخلي عن مسار التسوية "، لافتا أن الاتجاه الثالث؛ خصص للرسائل الخارجية، وإن لم يتحدث به رئيس المكتب السياسي لحماس صراحة".

نهاية مشروع التسوية

ولفت أبو شنب، أن "خطاب حماس أكد على ما ذكرته سابقا، بشأن تطوير وتوسيع علاقتها مع إيران وحزب الله"، مضيفا: "وهذا الجانب يحمل رسالة مفادها؛ من لا يريد أن يكون جزءا من دعم المقاومة في فلسطين، فلا يلومن حماس، كما كانت هناك رسالة مبطنة للسعودية، أنه في حال بقيت على موقفها الحالي فلن تبقى داخل الحسابات".

وحول تأكيد هنية على أن حركته "ستسقط قرار ترامب (بشأن القدس) وصفقة القرن للأبد"، قال الباحث: "يريد هنا أن يعيد تفعيل أدوات المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها، عبر توحيد موقف الفلسطينيين تجاه هذه القضية، حيث وضع الرئيس الأمريكي بقراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، نهاية مشروع التسوية واغلقت الطريق أمام من يتحدث عن عملية التسوية".


اقرا أيضا :  هنية: هدفنا من الانتفاضة الجديدة إسقاط صفقة القرن (شاهد)


ونوه أبو شنب، أنه "كان بإمكان حماس في خطابها، أن تفرد مساحة أكبر للحديث بصورة مفصلة وأوسع عن دور فلسطيني الخارج، خاصة في هذه المرحلة".

وفي قراءته لخطاب حماس ومهرجان انطلاقتها، لفت الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الصهيوني، محمود مرداوي، أن "الجماهير الغفيرة التي حضرت المهرجان، تعكس استشعار الشعب الفلسطيني لحجم المخاطر التي تعصف بالقضية الفلسطينية ومدينة القدس المحتلة".

تقديم تضحيات

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "حماس اليوم أكدت أن حماية القدس تقع على رأس أولوياتها، وستبذل جهودا استثنائية؛ وفق رؤيه صحيحة ومنهجية طويلة الأمد، من أجل منع تحقق وعد ترامب لليهود، باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل".

ونوه مرداوي، أن "المنهجية طويلة الأمد هذه تسير ضمن عدة دوائر، وهي؛ الدائرة الفلسطينية التي تحتاج لتكثيف العمل وتوحيد الجهود، وهذا يتطلب التفاتة إلى الداخل الفلسطيني"، مضيفا: "وأما بالنسبة للدائرة العربية، من المهم العمل على رفع الاهتمام بقضية القدس".

ورأى أن "المساحة الكبيرة من الخطاب التي خصصت لقضية القدس بمعدل نحو 70 بالمئة، تعكس الأهمية الكبيرة التي توليها حماس لنصرة هذه القضية، التي يجب أن تكون قبلة الجميع في تصعيد الانتفاضة الفلسطينية".

وأوضح المختص بالشأن الصهيوني، أن الخطاب "حمل تشديدا مهما، بوجوب عمل الشعب الفلسطيني على تحسين موقفه، وأن يعد لتقديم تضحيات جسام لحماية القضية الفلسطينية من صفقة القرن"، متوقعا أن "الأشهر القادمة ستشهد فلسطين مواجهات عنيفة مع العدو الصهيوني".

وأضاف: "حماس ذاهبة للتصعيد وتحمل مسؤولية حماية القضية الفلسطينية مدينة القدس المحتلة".

رسائل حركة حماس


بدوره، أوضح القيادي البارز في حركة "حماس"، إسماعيل رضوان، أنه في "ذكرى تأسيس حركة حماس الـ30، تمر القضية الفلسطينية بمنعطفات سياسية خطيرة؛ يراد فيها تصفية القضية وطمس معالم المقاومة"، مؤكدا أن "انطلاقة حماس، تمثل انطلاق ثورة الشعب الفلسطيني، نحن رصيد لشعبنا الفلسطيني ولأمتنا".

وأكد في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "رسالة حماس إلى الكيان الصهيوني؛ حماس اليوم هي أكثر قوة وثباتا وعزما على تحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني"، مضيفا: "هذا الاحتلال سيزول عن أرضنا الفلسطينية، وستبقى القدس العاصمة الأبدية لفلسطين والأقصى لنا ولأمتنا".

وفي تعليقه على العدوان الإسرائيلي العنيف فجر اليوم، قال رضوان: "رسالة الجماهير الفلسطينية التي خرجت اليوم بهذا العدد الكبير لتحيي ذكرى انطلاقة حماس؛ مفاداها؛ هذه الجريمة والعدوان المتواصل لن يكسر شوكتنا، ونحن ماضون على درب المقاومة واحتضانها رغم الحصار والدمار"، مضيفا: "جرائم العدو لن تمر دون حساب".

وأبرق للشعب الفلسطيني البطل، كل التحية والمحبة والشكر للجماهير الفلسطينية التي احتضن حماس وكتائب القسام وسرايا القدس، وفصائل المقاومة الفلسطينية".

وتابع القيادي في حماس: "نحن على درب الجهاد والمقاومة والثوابت سائرون، لن نحيد عن هذا الدرب"، مشددا على حرص حركته على "تحقيق الوحدة والمصالحة الفلسطينية، ومجابهة العدو الصهيوني المجرم".

وفي رسالته للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، قال: "تعالوا إلى كلمة سواء من أجل التوافق على استراتيجية وطنية فلسطينية قائمة على أساس الثوابت والمقاومة".

كما دعا رضوان حركة "فتح" في رسالة خاصة بها إلى "ضرورة التسريع في عملية المصالحة واستعادة الوحدة ورفع العقوبات عن قطاع غزة، والعمل على تعزيز صمود وثبات شعبنا، ورفض كل المشاريع السلمية التي يراد من خلالها تصفية القضية الفلسطينية".

وطالب السلطة الفلسطينية بـ"وقف التنسيق الأمني، وإعلان انتهاء أوسلوا وفشله، وترتيب البيت الفلسطيني، وإطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية المحتلة".


اقرا أيضا :  "حماس" تحيي انطلاقتها الثلاثين بمهرجان جماهيري بغزة (شاهد)

 

وشدد على أن "حماس حريصة على وحدة الأمة العربية والإسلامية"، مطالبا الدول العربية والإسلامية بـ"استمرار دعمها للقضية الفلسطينية، وانتفاضة القدس في مواجهة قرار دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي) والاحتلال الصهيوني؛ بشأن مدينة القدس المحتلة، والعمل على وقف النزيف الحاص على الساحة العربية وتوجيه البوصلة نحو القدس".

ونوه القيادي في حماس، على أن "العدو الأوحد للأمة هو العدو الصهيوني، والمعركة الحقيقة هي معركة فلسطين والقدس"، مطالبا الدول العربية بـ"وقف الهرولة والتطبيع مع الاحتلال، وضرورة طرد السفراء الأمريكان والصهاينة من الأرض العربية، إضافة للمقاطعة الاقتصادية والسياسية للاحتلال وأمريكا".

ولفت رضوان في رسالته للمجتمع الدولي، إلى ضرورة "السعي باتجاه العمل على إزالة الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين المباركة".

0
التعليقات (0)