ملفات وتقارير

روسيا تدعو لمحادثات ليبية.. هل ستقطع الطريق على الأمم المتحدة؟

لافروف: ليبيا تحتاج إلى عقد اجتماع لبدء حوار وطني من أجل تعديل الاتفاق السياسي- أرشيفية
لافروف: ليبيا تحتاج إلى عقد اجتماع لبدء حوار وطني من أجل تعديل الاتفاق السياسي- أرشيفية

أثار إعلان روسيا عن ما أسمته جولة جديدة من المحادثات بين الأطراف الليبية ستجري الأسبوع القادم، عدة تساؤلات حول طبيعة هذه المشاورات، ومن هي الأطراف التي تقصدها موسكو.


وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، خلال مؤتمر عقده بموسكو في ختام اجتماع مع نظيره الليبي، محمد سيالة، أن "ليبيا تحتاج إلى عقد اجتماع لبدء حوار وطني؛ من أجل تعديل الاتفاق السياسي، وتنفيذ خطة عمل المبعوث الأممي إلى ليبيا".

 

انتخابات واستفتاء

 

وأضاف لافروف: "روسيا مستعدة للمساهمة بكل الطرق للتوصل إلى اتفاق محدد. ومنذ بداية الأزمة الليبية، أجرينا اتصالات مع جميع الأحزاب السياسية والقبائل، واليوم نحتفظ بعلاقات وثيقة جدا مع جميع الأطراف المعنية بالأزمة"، حسب كلامه.


من جهته، قال وزير الخارجية الليبي محمد سيالة: "آمل أن تكون جهود الوساطة والتفاوض بين مختلف الدول المعنية أساسا لتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وإجراء استفتاء على الدستور الليبي".

 

لكن تدخلات روسيا واهتمامها الكبير بالملف الليبي يثير عدة تساؤلات حول الهدف من هذا التدخل، وهل دعوتها لمحادثات سيعطل خطة الأمم المتحدة راعية الحوار الوطني منذ بدايته؟

 

علاقة روسيا- حفتر

 

ورأى عضو المؤتمر الوطني العام الليبي، محمد دومة، أن "روسيا تريد أن تثبت أنها لاعب مهم في الملف الليبي، وأن علاقتها بـ"المشير" حفتر تحديدا تخولها بلعب هذا الدور"، حسب كلامه.

 

وأضاف لـ"عربي21": "كما أن علاقتها بالسيسي وما يملكه من تأثير في الملف الليبي يجعلها تطمح بقوة لتكون أحد اللاعبين الأساسيين، وذلك من أجل تحقيق مكاسب سياسية في ملفات أخرى، مثل الملف السوري والإيراني وغيرهما من الملفات".


تحول في المواقف


وقال الصحفي الليبي، محمد علي، إن "موسكو وطيلة سبع سنوات مضت كانت تنهج سياسة رفض "كلامي" لأي تدخل في ليبيا، لكن يبدو أن 2018 سيشهد تحولا في السياسة الروسية، عبر التدخل في تسوية الأزمة، بالبقاء على مسافة واحدة من كل الأطراف، وعدم الاكتفاء بحفتر".

 

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "لافروف أكد أن روسيا من الممكن أن تلعب دور وساطة بارز تحت رعاية الأمم المتحدة، وبالتالي لا تريد موسكو أن تنفرد بقيادة أي مبادرة وحدها، لكنها أيضا تعتبر نفسها أقرب إلى نظام القذافي"، وفق قوله.


"دور قذر"

 

وقال أستاذ القانون الدولي، السيد أبو الخير، إن "الدور الروسي في ليبيا هو ذاته الدور الأمريكي الذي ساعد وأمد حفتر بالمال والسلاح والمرتزقة؛ لمنع قيام دولة ليبية قوية موحدة، ومع قرب إنهاء الملف السوري وتنحية بشار الأسد وتسلم فاروق الشرع لفترة انتقالية، ستتجه روسيا للملف الليبي"، على حد قوله.


وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "روسيا تسلمت بالفعل ملف الأزمة الليبية التي صنعها الغرب عبر الولايات المتحدة وأوروبا لتنفيذ المخططات الغربية اليهودية للمنطقة، ولأن المرحلة الحالية تحتاج لاستخدام كثيف للقوة، دون خوف من الرأي العام أو المجتمع الدولي؛ لذا فروسيا هي من ستقوم بهذا الدور القذر"، وفق تقديره.

 

مصلحة مصر


وقال الناشط الفيدرالي الليبي، أبو بكر القطراني، إن "الأمم المتحدة هي الراعي الشرعي للعملية السياسية، وإن الأطراف الدولية كروسيا وغيرها يفترض ألا تتدخل في ليبيا، لكن أصبحت ليبيا حاليا محلا للصراع على تقاسم النصيب فيها، وظهرت المعسكرات القديمة مرة أخرى في ليبيا، في مشهد يتكرر لما حدث بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية".


وتابع: "لا شك أن لمصر مصالح في ليبيا كدولة جارة، وهناك أيضا المسألة الأمنية والإرهاب الدولي، فمن الطبيعي أن تحاول مصر تفهم وجهة نظر الأطراف الدولية والتنسيق معها، وبالتأكيد ستميل لمن يقترب منها في وجهة النظر، وأعتقد أن روسيا هي الأقرب"، كما قال لـ"عربي21".

التعليقات (0)