سياسة دولية

البايس: ما هي خفايا جولة بوتين في الشرق الأوسط؟

زيارة بوتين المفاجئة لسوريا هي الأولى منذ بدء الصراع تعد محطة بداية جولته في الشرق الأوسط - ا ف ب
زيارة بوتين المفاجئة لسوريا هي الأولى منذ بدء الصراع تعد محطة بداية جولته في الشرق الأوسط - ا ف ب

نشرت صحيفة البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، المفاجئة للشرق الأوسط، وبصفة خاصة إلى قاعدة حميميم الجوية في سوريا. وفي هذا المكان، أصدر قراره بسحب جزء كبير من الوحدات العسكرية الروسية المنتشرة في البلاد.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الروسي قد التقى بالرئيس السوري، بشار الأسد، في قاعدة حميميم الجوية الروسية. وشملت هذه الجولة أيضا زيارات رسمية إلى كل من مصر وتركيا؛ وهو ما يؤكد الهيمنة الجديدة لروسيا في الشرق الأوسط.
 
وبينت الصحيفة أنه ليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها الكرملين مغادرة قواته لسوريا. ففي الشهر الماضي، أمر بوتين بالفعل بسحب جزء من القوات الروسية بعد معركة حلب، لكن لا يعني ذلك تخلي روسيا بشكل تام عن استخدام قاعدة حميميم الجوية وميناء طرطوس القريب والوحيد المتاح لأسطولها في البحر الأبيض المتوسط.
 
بالإضافة إلى ذلك، نجح بوتين في حث إيران، حليف حكومة دمشق، إلى جانب تركيا، على المشاركة في مؤتمر أستانا لتسوية الوضع في سوريا. ومن جهتها، قامت مصر باقتناء طائرات حربية وطائرات هليكوبتر روسية، وهو ما يدل على أن روسيا اليوم، قد تحولت إلى المزود العسكري الرئيسي لبلاد الفراعنة.
 
وأضافت الصحيفة أن الأسد عبر مجددا عن امتنانه لبوتين، بعد مشاركة بلاده في الحرب ضد الإرهاب في سوريا. كما سبق أن أعرب الرئيس الروسي عن رغبته في إطلاق ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي يهدف إلى إيجاد حل للسلام بين طرفي الصراع في سوريا. في المقابل، فضل المجتمع الدولي والمعارضة السورية إتباع مسار المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.
 
وبينت الصحيفة أن زيارة بوتين المفاجئة لسوريا، وهي الأولى منذ بدء الصراع السوري، تعد محطة بداية جولة بوتين في الشرق الأوسط، التي بدأت يوم الاثنين. في الأثناء نزل بوتين أيضا ضيفا على القاهرة ظهر نفس اليوم، حيث كان نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، في انتظار التوقيع على اتفاق بناء أول محطة للطاقة النووية في مصر، وبدعم روسي.
 
وفي السياق ذاته، أعرب السيسي عن أمله في استئناف الرحلات الجوية من روسيا، التي تم تعليقها منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2015. وقد تم وقف هذه الرحلات إثر الهجوم على الطائرة الروسية الذي أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 224 شخصا.
 
وأبرزت الصحيفة أن كلا الرئيسين، قد حللا أيضا الوضع في الشرق الأوسط، خاصة بعد صدور قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يقضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي هذا الشأن، أعرب كلا الرئيسين عن معارضة هذا القرار.
 
وأضافت الصحيفة أنه في نفس الوقت، سيؤدي رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اليوم زيارة رسمية إلى القاهرة. ومن جهته، دعا بوتين عباس إلى "الاستئناف الفوري للمحادثات الاسرائيلية الفلسطينية حول كافة القضايا المتنازع عنها؛ بما في ذلك الوضع في القدس. وسيكون الهدف من ذلك، التوصل إلى اتفاقات "صلبة ودائمة" تعكس مصالح كلا الطرفين وتحظى بموافقة مسبقة من المجتمع الدولي".
 
وأفادت الصحيفة أن الرئيس الروسي قد حط الرحال في نهاية جولته في الأراضي التركية. وتهدف هذه الزيارة الأخيرة إلى تعزيز التعاون الدولي بين كل من أنقرة وموسكو. ومن المقرر أيضا أن يناقش الرئيسان اتفاقيات في قطاع الطاقة وشراء الأسلحة، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول الوضع في سوريا. كما أعرب الزعيمان عن قلقهما إزاء بيان ترامب بشأن القدس.
 
وبوصفه المسؤول عن منظمة المؤتمر الإسلامي، دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى عقد قمة طارئة يوم الأربعاء القادم لتأكيد إدانة العالم الإسلامي للوضع الراهن في القدس. ويبرهن هذا المعطى على أن الرئيس التركي هو أحد القادة الدوليين الذين انتقدوا الولايات المتحدة وإسرائيل، وبشدة.
 
وأضافت الصحيفة أنه في المقابل، تواصل واشنطن اتخاذ خطوات إلى الوراء في الشرق الأوسط، وتعكس تراجع دورها في المنطقة. وبالإضافة إلى التزامها العسكري بمكافحة الإرهاب في سوريا والعراق، كان قرار ترامب بشأن القدس واحدة من التدخلات القليلة لإدارته في المنطقة. من جانب آخر، يبدو أن الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قد فسح المجال أمام الدبلوماسية الروسية لتلعب دورها في سوريا خلال فترة ما بعد الحرب.
 
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل أيضا قد اعترفت بتزايد الهيمنة الروسية في المنطقة. وفي المجال العسكري، يدرك نتنياهو تماما أن طائراته المقاتلة لن تستطيع الفرار من نظام الدفاع الجوي إس-400، الذي نشرته روسيا في اللاذقية. ويدرك المسؤول الإسرائيلي أيضا أن الأسطول الأمريكي السادس لم يعد يرسو بشكل دائم في ميناء حيفا منذ العقود الماضية.

 

التعليقات (0)