صحافة دولية

حرييت: فيم تتمثل خطة أنقرة الدبلوماسية لنصرة القدس؟

حرييت: قرار ترامب كان بمثابة خنجر في قلب الشرق الأوسط- الأناضول
حرييت: قرار ترامب كان بمثابة خنجر في قلب الشرق الأوسط- الأناضول

نشرت صحيفة "حرييت" التركية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى الخطة التي تُعدها تركيا على اعتبارها خارطة طريق للتعامل مع ملف القدس، بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن قرار ترامب كان بمثابة خنجر في قلب الشرق الأوسط، خصوصا وأنّ القدس والمسجد الأقصى يحظيان بمكانة مقدسة في صفوف المسلمين، حيث يعد المكان الذي عرج منه الرسول صلى الله عليه وسلم. وبالتالي، كان من الطبيعي للغاية أن تُثار مشاعر وعواطف المسلمين في شتى أنحاء العالم إزاء إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

 
وأوضحت الصحيفة أن موقف المسلمين وتنديدهم بقرار ترامب لن يساعد في معالجة هذه المسألة الشائكة، حيث من الضروري اللجوء إلى الدبلوماسية واتخاذ إجراءات ملموسة. من هذا المنطلق، قررت تركيا تبني منهج دبلوماسي والنأي عن العواطف، حيث أجرى الرئيس التركي العديد من الاتصالات واللقاءات مع ثلة من زعماء العالم. ويصب ذلك في إطار جهود أردوغان لتشكيل تحالف على أوسع نطاق ممكن، للوقوف ضد قرار الرئيس الأمريكي.

وبينت الصحيفة أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة مدروسة وضعتها القيادة التركية، التي ترى أن قرار ترامب بشأن القدس يعد، في الواقع، جزءا من مخطط أكبر، كما أنه يعتبر من أخطر القرارات منذ تأسيس "إسرائيل" في سنة 1948. فضلا عن ذلك، تعتقد أنقرة أن الإدارة الأمريكية لن تكتفي بهذا القرار، ففي الغالب يخفي ذلك في طياته المزيد من التحركات الأخرى.

 

وأشارت الصحيفة فيما يتعلق بخارطة الطريق التي وضعتها تركيا لمعالجة هذه المسألة، إلا أن أنقرة لا ترمي إلى أن تكون هذه الخطة مقتصرة على الحراك التركي، وإنما ترغب في أن تكتسب هذه الخطة بعدا دوليا، في حين تسعى إلى أن تتبناها العديد من الدول، انطلاقا من روسيا وفرنسا، مرورا بدول منظمة التعاون الإسلامي وغيرها من الدول الأخرى.

وأفادت الصحيفة أنّ تركيا قد وضعت بالفعل خطة "بديلة" أيضا في حال أبت بقية الدول الانضمام إليها. وتتمثل هذه الخطة في تسليط جملة من العقوبات على "إسرائيل"، على غرار قطع العلاقات الدبلوماسية، فضلا عن إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. في المقابل، تولي تركيا أهمية كبرى للخطة الأولى. وبالتالي، تعتبر أنقرة اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في غاية الأهمية، خاصة وأنه يضم أيضا زعماء دول الخليج.

والجدير بالذكر أن السياسة السلبية التي اتبعها أوباما في الشرق الأوسط، مهدت لدخول روسيا إلى سوريا، ومكنت موسكو من تحقيق حلم طال انتظاره، ألا وهو النفاذ للبحر الأبيض المتوسط. في الأثناء، سيؤدي قرار ترامب بشأن القدس إلى إقحام روسيا في صلب المعادلة الفلسطينية.

وأكدت الصحيفة أنّ الموقف الذي اتخذه أردوغان ضد ترامب على خلفية إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل كان مغايرا لقراراته السابقة. بناء على ذلك، سيكون لقاء أردوغان بنظيره الروسي بوتين حاسما، خاصة وأن كلا من تركيا وروسيا قد اتخذتا خطوات هامة سابقا فيما يتعلق بالملف القطري والسوري. ومن المرجح أن نشهد على انعكاسات محادثاتهما على أزمة القدس في الأيام المقبلة.

وفي الختام، شددت الصحيفة على أن اتخاذ دول منظمة التضامن الإسلامي لموقف مشترك، وتبني وجهة نظر تركيا فيما يتعلق بالخطوات العملية التي يجب اتخاذها ضد قرار ترامب بشأن القدس، سيجعل أنقرة في موقف أكثر قوة. ولعل ذلك ما يفسر مدى حرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إنجاح هذا الاجتماع، الذي سيعقد في إسطنبول يوم الأربعاء القادم.

التعليقات (0)