سياسة عربية

مع ترامب أصبح حل قضية فلسطين مصلحة إسرائيلية.. كيف؟

ترامب ونتنياهو - أ ف ب
ترامب ونتنياهو - أ ف ب
أكد مدير "معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي"، أن "إسرائيل" في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هي أمام فرصة نادرة يجب عليها استغلالها، في الوقت الذي لا يلعب الزمن في صالح الفلسطينيين.
 
انفجار استثنائي
وأعتبر مدير المعهد، اللواء احتياط عاموس يدلين، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل، هو خطوة إيجابية".
 
وقال: "بعد أربعة أيام من القرار، فإننا لا نشهد انفجار استثنائي وشرق أوسط مشتعل فقط، بل نتبين إمكانية كامنة وفرصة للتقدم في مسيرة سياسية مختلفة في ظروف مختلفة عن تلك التي اعتدنا عليها"، معتبرا أن "الخطاب يشجع نهجا جديدا، وإعادة النظر في افتراضات العمل والنماذج التي قادت عملية السلام خلال ربع قرن".
 
وأشار أن "ترامب لم يتأثر بالتهديدات التي وصلت من رام الله وعمان وأنقرة، بل إن رفض الاستسلام للتهديدات، إلى جانب الرسالة الحادة التي تحدد بأن الفلسطينيين لا يتمتعون بحق النقض، تشكل سابقة هامة جدا لاستمرار العملية السياسية".
 
ورأى "يدلين" في مقال له بصحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، أن "الوقت حان لوقف السياسة غير العقلانية المتمثلة في تجربة الشيء نفسه مرارا وتكرارا،  والتمسك بنفس النموذج الذي قاد لطريق مسدود طيلة 25 عاما"، مشيرا أن "تحرك ترامب ينطوي على محفزات التهام الأوراق وتشجيع التفكير الإبداعي خارج المعايير المألوفة"، وفق قوله.
 
فرصة نادرة
ومن المهم التأكيد هنا، بحسب اللواء الإسرائيلي، على أن "القرار ترك الإطار المقبول للمفاوضات على حاله (دولتان خاضعتان لاتفاق الطرفين، والقضايا الجوهرية التي يتعين البت فيها في المفاوضات، وعدم تغيير الوضع الراهن)، ولكن السياسة الأمريكية فتحت الباب أمام أفكار جديدة وتحد ضمن مبدأ: لا شيء متفق عليه حتى يتم الاتفاق على كل شيء".
 
وسيكون "من الصواب أن تستفيد إسرائيل من هذه الخطوة، وتفحص افتراضات عملها تجاه الفلسطينيين"، وفق يدلين الذي لفت أن لدى الحكومة الإسرائيلية "فرصة استراتيجية نادرة الآن، من أجل إعادة تشكيل الترتيبات مع الفلسطينيين وفقا لمعايير أكثر ملاءمة من تلك التي حاولت إدارة أوباما فرضها".
 
وعلى الصعيد العملي، "يوضح خطاب ترامب للفلسطينيين، أن الوقت لا يلعب لصالحهم، وأن استمرار الرفض المتسلسل لأي حل توفيقي سيساعد إسرائيل على تحقيق ما تريد على حسابهم الخاص".
 
كما يفسر الخطاب، أن "استمرار رفض الفلسطينيين التوصل لاتفاق أو حل وسط في الوقت الحالي، على أنه تضيع لفرصة أخرى تم تفويتها من قبلهم"، لافتا إلى أن كل هذا يجري "في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل تعزيز قوتها عسكريا واقتصاديا وسياسيا".
 
شريك طبيعي
وأكد يدلين، أن "تفضيل القيادة الفلسطينية لاستراتيجية الدولة الواحدة على الدولتين، ورفض قبول الولايات المتحدة كوسيط محايد، هو وهم فلسطيني لا أساس له في الواقع، لأنه لا يوجد له وزن كبير أمام التعاون الإسرائيلي الأمريكي".
 
وأوضح يدلين، أنه "لن يكون من المناسب لإسرائيل تفويت التغيير الكامن في نموذج عملية السلام التي يقترحها ترامب"، مضيفا: "عندما تدير تل أبيب علاقات محسنة مع ترامب وإدارته، من المناسب اغتنام الفرصة والتقدم في إحدى القضايا الجوهرية الضرورية لأمنها القومي".
 
وفي ظل أن "العالم العربي الذي تقوده السعودية، يعتبر الهيمنة والطموحات الإيرانية وداعش والإخوان المسلمين، هم التهديد الرئيسي لها، بالتالي سيكون هذا العالم السني هو شريك طبيعي في عملية سلام إقليمية شاملة في إطار نموذج محدث".
 
وبعيدا عن شروط علاقاتها مع حلفائها، "يعتبر حل المسألة الفلسطينية مصلحة إسرائيلية ذات أولوية عالية، وقبل أي شيء آخر، كونه سيسمح لها برسم حدود وطابع دولة إسرائيل"، وفق مدير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي الذي أكد أن "إسرائيل تقف أمام نافذة استراتيجية نادرة سيكون من الصواب استغلالها".
التعليقات (0)