القدس

إدانة واسعة لهيئة دينية بالجزائر أيدت قرار ترامب بشأن القدس

رئيس نقابة الزوايا الأشراف الشيخ عامر بن سليم ساعد- فيسبوك
رئيس نقابة الزوايا الأشراف الشيخ عامر بن سليم ساعد- فيسبوك
أثار تأييد نقابة الزوايا الأشراف بالجزائر، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها، جدلا وسخطا لدى قطاع واسع من الجزائريين.

وتفاعل نشطاء ومثقفون بالشجب والاستنكار بعد إعلان نقابة الزوايا الأشراف ومقرها بمحافظة أدرار جنوب الجزائر، في موقف يعتبر الأول من نوعه لا يتماشى والقضية الفلسطينية، يطلقه تنظيم ديني بالبلاد منذ احتلال فلسطين العام 1948.

وقالت نقابة الزوايا الأشراف بالجزائر في بيان لها، السبت: "اليوم نرى حقيقة استرجاع القدس لليهود، فسيدنا داوود عليه السلام هو من بنى المسجد وكانت فيه عدالته".

وأضاف البيان: " لقد تاه اليهود أربعين سنة محرمة عليهم القدس، ولكن الرجوع إلى الأصل هو الأصل".

وتساءل بيان نقابة الزوايا الأشراف التي يرأسها الشيخ عامر بن سليم ساعد: "لماذا عندما طالب اليهود بأرضهم تصدت لهم جميع الأعراب ومنهم من توقف على الإفتاء من العلماء لمعرفتهم الحقائق فهم أهل كتاب وتاريخ ولهم مراجع؟".

ودعت الهيئة الدينية التي زلزلت الشارع الجزائري في أوج مظاهرات نصرة القدس، ومواقع التواصل الاجتماعي بموقفها المتفرد في بلاد معروف عنها مناصرتها القضية الفلسطينية حكومة وشعبا، إلى "الالتزام بالحكمة وعدم التسرع"، متابعة "لقد وقعت فتنة كبيرة لعدم معرفة الحقائق ونرى أن الفلسطينيين متفقين مع الإسرائيليين"، زاعمة أن "هناك دخائل متطفلة توقظ الفتنة بين اليهود وبين الفلسطينيين وكتابنا المخطوط للجد رحمه الله وقدّس سره أن بداية رجوع العدل من دولة سامر وكان حق على الله مفعولا".

وما ضمنته نقابة الزوايا الأشراف التي لها أتباع كثر بالجزائر أن "سيرة أهل المعرفة من أهل الخواص يعلمون ظلم وتظلم واقع بالقدس"، واسترسلت ببيانها المعبر عن تأييد لقرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي "قد نرى تصريح رئيس أمريكا سديد، ولكن يجب التعقل لفهم الحقائق ومعرفة وصايا سيد الخلق، عن أهل الكتاب وعن جذورهم في بيت المقدس وتفهم التاريخ".

انتقادات شديدة وتلويح بالقضاء
ووجهت لنقابة الزوايا الأشراف، انتقادات شديدة بعد الإعلان عن موقفها المعاكس تماما لمواقف الجزائريين الثابتة إزاء القضية الفلسطينية، وطالبت العديد من منظمات المجتمع المدني بالإضافة إلى النشطاء بمقاضاة القائمين على هذه الهيئة الدينية.

وقال نجيم بن الجوادي، أحد القائمين على النقابة، في تصريح لصحيفة "عربي21"، الأحد: "نعم، باعتقادنا أن اليهود عادوا إلى أرضهم، وأن سيدنا داوود هو من بنى المسجد الأقصى، وتلك الأرض لأهل الكتاب وفي تقديرينا، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يخطئ".
  
وأضاف بن الجوادي ، ردا عن سؤال حول مخالفة نقابة الزوايا الأشراف موقف الشعب الجزائري برمته المناصر للقدس عاصمة لفلسطين، بالقول: "نحن لم نَستعْدِ إخواننا الجزائريين، كما لم نعارض الحكومة، كما أن قرارنا ليس من شأنه إثارة العداوة والبغضاء بيننا، طالما عملنا على توضيح الحقيقة التاريخية لا أكثر".

وأدانت الجزائر بشدة قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وأورد بيان صادر عن الخارجية الجزائرية، الجمعة، "لقد اطلعت الجزائر بانشغال كبير على قرار الإدارة الأمريكية المتضمن الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل"، وأضاف  البيان أن الجزائر "تندد بشدة هذا القرار الخطير باعتباره انتهاكا صارخا للوائح مجلس الأمن ذات الصلة والشرعية الدولية وباعتباره يقوض إمكانية بعث مسار السلام المتوقف منذ مدة طويلة".

وبحسب بيان الخارجية الجزائرية، فإن القرار الأمريكي "يحمل تهديدات خطيرة على سلام وأمن واستقرار منطقة جد حساسة تعاني أصلا من ويلات الحروب". وأكدت الجزائر من خلال البيان " دعمها الكامل  للحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني الشقيق".

ويعتقد بن الجوادي بذات التصريح أن "السعوديين لم يعارضوا القرار الأمريكي وذلك لمعرفتهم  بالحقيقة، وأعتقد أن هذه القضية تشبه إلى حد ما قضية اعتراف فرنسا بجرائمها بالجزائر خلال الحقبة الاستعمارية".

تضليل ونشاز 
لكن القيادي بالتحالف الإسلامي الممثل بالبرلمان في الجزائر، أنور مدور، استغرب تشبيه عضو نقابة الزوايا الأشراف، اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وبين اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية، قائلا في تصريح لصحيفة "عربي21"، الأحد: "ما وجه الشبه في الأمرين؟"، متابعا "حتى أن باريس لم تعترف بجرائمها في الجزائر".

واتهم مدور، عضو نقابة الزوايا الأشراف "بالتضليل وتزوير الحقائق"، مضيفا في تصريحه: "لم أستوعب كيف أن هيئة دينية تسير عكس التيار فيما يتعلق بالقدس، ولم أكن أتصور أن ذلك يمكن أن يحدث في الجزائر. هذا نشاز وتضليل"، داعيا النقابة إلى العدول عن موقفها.

وتتواصل المظاهرات بالجزائر تنديدا بقرار ترامب في عدة محافظات، بالرغم من منعها من طرف مصالح الأمن بالعاصمة الجزائر، بموجب قانون 2001 الذي يمنع المظاهرات في البلاد.

وأدان نشطاء ومثقفون وسياسيون، موقف الهيئة الدينية المذكورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقل هؤلاء دعوة إلى مقاضاة نقابة الزوايا الأشراف، واصفين موقفها "بغير المشرف".

وأكد عزوز بحاري، وهو عضو بتنظيم طلابي بجامعة البليدة، غرب العاصمة، في تصريح لصحيفة "عربي21"، الأحد، أن "عدد من الطلاب بالجامعة بصدد توزيع عريضة تنديد موجهة للتوقيع بغرض إرسالها لوزارة الداخلية من أجل النظر في موقف الهيئة الدينية المذكورة.

12
التعليقات (12)
guezouli
الإثنين، 26-03-2018 04:49 م
لولا ما منعت هذه زاوية الأشرار، اعلموا أن الحكومة الجزائرية متورطة في هذه الخزعبلات
ككك
الثلاثاء، 12-12-2017 07:27 م
جبري عايش في الصحراء كي البهيم وين يعرف هو القدس
عيد الشيخ
الثلاثاء، 12-12-2017 10:10 ص
وكتابنا المخطوط للجد رحمه الله وقدّس سره أن بداية رجوع العدل من دولة سامر وكان حق على الله مفعولا". اذا كان هذا كتاب جدهم فكيف يكون بزره هؤلاء على ما يبدوا ليسوا مسلمين
عيد الشيخ
الثلاثاء، 12-12-2017 08:42 ص
عش رجبا تسمع عجبا !!!! أقل شيء احترموا الاسم اللي حاطينوا !!! الزوايا كانت منطلق الجهاد في المغرب العربي ..فهل تنقلب الصورة لتصبح منطلق الحرب على المسلمين والإسلام ....المسلون يد واحد على أعدائهم ... ومن يتولهم منكم فهو منهم
زهرة زهرة
الإثنين، 11-12-2017 09:04 م
الله لا يوفقك ياحقير