ملفات وتقارير

صحيفة روسية: هل فقد مجلس التعاون الخليجي أهميته؟

الإمارات أعلنت عن تشكيل "لجنة للتعاون العسكري والاقتصادي" مع السعودية - أرشيفية
الإمارات أعلنت عن تشكيل "لجنة للتعاون العسكري والاقتصادي" مع السعودية - أرشيفية

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن انطلاق فعاليات قمة مجلس التعاون الخليجي بحضور أمير قطر وغياب العاهل السعودي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مجلس التعاون الخليجي، الذي تحتضن الكويت قمته هذه السنة، فقد أهميته لا سيما بعد تراجع مستوى تمثيل الوفود الخليجية بشكل ملحوظ. والجدير بالذكر أن قادة كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تغيبوا عن هذه القمة في دورتها الثامنة والثلاثين، ولم يحضر سوى وزراء خارجية هذه البلدان.

وأضافت الصحيفة أن الإمارات أعلنت، الثلاثاء، عن تشكيل "لجنة للتعاون العسكري والاقتصادي" مع السعودية، لتثير بذلك مزيدا من الشكوك حول مستقبل المجلس. من جانبهم، يرى بعض المراقبين في الأحداث الأخيرة علامات جديدة بشأن توازن القوى في الخليج العربي. وجاء إعلان الإمارات عن تشكيل هذه اللجنة قُبيل انطلاق مؤتمر القمة بساعات قليلة. وبيّنت الصحافة أن هذه الخطوة تدل على رغبة الأطراف الفاعلة في الخليج العربي في الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي. ولعل تراجع مستوى تمثيل الوفود الخليجية في القمة المنعقدة خير دليل على ذلك.

 

اقرأ أيضا: الغارديان: هل يحل تحالف الرياض وأبو ظبي محل مجلس التعاون؟

وفي هذا الإطار، أوفد الملك سلمان وزير خارجيته عادل الجبير، إلى القمة، في حين ترأس وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور محمد قرقاش، وفد دولة الإمارات العربية المتحدة. أما البحرين وعمان، فقد أرسلت كل منهما نائب رئيس وزرائها. وعلى الرغم من الحصار الاقتصادي والدبلوماسي المفروض على قطر برعاية دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن ذلك لم يمنع الأمير القطري، الشيخ تميم بن حمد خليفة آل ثاني، من حضور القمة.

وذكرت الصحيفة أن افتتاح القمة الخليجية في دورتها الثامنة والثلاثين شهدت إعلان أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، عن ضرورة "حل مشاكل الأمن والاستقرار والاستجابة إلى تطلعات وآمال شعوب الخليج". وأضاف الصباح أن مجلس التعاون الخليجي يُعدّ بمثابة مشروع مستمر وقوة إقليمية يرجع تاريخها إلى عقود طويلة، وذلك على الرغم من حملات التشكيك التي طالته جراء الأحداث الأخيرة المتعلقة بقطر والرغبة في استبعادها من مجلس التعاون الخليجي.

وأفادت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية أعلنت مؤخرا عن تشكيل تحالف عسكري للدول العربية لتعزيز مكافحة الإرهاب. وتبعث إقامة مثل هذا التحالف برسالة قوية إلى إيران، التي باتت تواجه عداء متصاعدا وجليا على خلفية السياسة الخارجية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضدها. وفي هذا الصدد، أكد المراقبون، أن المحادثات حول تشكيل التحالف بين الرياض وأبو ظبي ليست وليدة اللحظة.

من جهته، قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مجلس الشؤون الدولية الروسية، يوري بارمين، "إنه من الضروري التركيز على تحالف يتألف من بلدين عوضا عن كتلة متكونة من ستة بلدان حين يتعلق الأمر بالمسائل العسكرية. ويرجع ذلك إلى القوى العسكرية التي تتميز بها كل من السعودية والإمارات والتي تفتقر لها قطر والبحرين وعمان، حيث ما فتئت هذه الدول تعول على الرياض وأبو ظبي في المسائل العسكرية".

وأوضحت الصحيفة نقلا عن بارمين أن "الإمارات تطرقت إلى الحديث عن إقامة تحالف ثنائي في العديد من المناسبات، لا سيما بعد الأحداث الأخيرة المتعلقة بقطر". عموما، يُعتبر مجلس التعاون الخليجي منظمة إقليمية سياسية واقتصادية عربية متكونة من ستة دول أعضاء، ألا وهي السعودية وعمان والإمارات والكويت وقطر والبحرين. لكن، وفي ضوء الأزمة القطرية، باتت مسألة انهيار هذا المجلس تلوح في أفق الخليج العربي. ولعل ذلك ما يدفع الدول إلى محاولة إيجاد نماذج جديدة تضمن لها التواجد داخل الخليج، خاصة في ظل توسع النفوذ الإيراني.

 

اقرأ ايضا: كيف يهدد التحالف الإماراتي السعودي مجلس التعاون الخليجي؟

وأوردت الصحيفة تصريحات الخبير الروسي فيما يتعلق بفكرة إنشاء تحالف ثنائي بين السعودية والإمارات، التي كانت بمبادرة من قبل الإمارات، نظرا للعلاقة التي تجمع ولي عهد أبو ظبي بالأمير السعودي. ومن وجهة نظر الخبير، يسعى ولي عهد أبو ظبي إلى أن تكون له اليد العليا في العلاقة التي تجمعه بالملك المستقبلي للمملكة.

نتيجة لذلك، ومن خلال إنشاء تحالف ثنائي بين البلدين، تصبح السعودية والإمارات عضوين متساويين، في الوقت الذي يرى فيه كافة أعضاء مجلس التعاون الخليجي أن السعوديين لطالما كانوا المسيطرين في المجلس. في السياق ذاته، أفاد بارمين أن الجيش السعودي يتفوق على نظيره الإماراتي من حيث القوات والعتاد، وبالتالي، ستكون الأفضلية للسعوديين في تحالفهم مع الإمارات.

وفي الختام، شددت الصحيفة على أنه لن يتم التخلي في الوقت الراهن عن العنصر الاقتصادي لمجلس التعاون الخليجي على عكس العنصر العسكري.

التعليقات (0)