سياسة عربية

"حزب الدعوة" بالعراق مسيرة حافلة بالانشقاقات (بروفايل)

أبرز قيادات حزب "الدعوة الإسلامية" في العراق- أرشيفية
أبرز قيادات حزب "الدعوة الإسلامية" في العراق- أرشيفية

شهد "حزب الدعوة الإسلامية" في العراق انشقاقات عدة منذ ظهوره عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وكان آخرها، الأربعاء، إعلان أحد أبرز قياداته الاستقالة، لكن وثيقة صادرة عن الحزب تثبت فصله.

 

وفي عام 2003 ظهرت شخصيات كانت تنتمي للحزب ذاته، لكنها انشقت، وشكلت حركات وأحزاب أخرى ومنها (حركة الدعوة الإسلامية بزعامة عز الدين سليم الذي اغتيل عام 2004 في العراق، وحزب الدعوة تنظيم العراق- الداخل بزعامة عبد الكريم العنزي، وحزب الدعوة تنظيم العراق بقيادة خضير الخزاعي).


لكن "حزب الدعوة الإسلامية" عرف تاريخيا بعدم وجود زعيم محدد، فالقيادة دائما جماعية وهناك ناطق رسمي يعبر عن مواقف الحزب، وكان إبراهيم الجعفري آخر من شغل هذا المنصب، بحسب السياسي العراقي حميد الكفائي.


ومن أبرز قيادات "الدعوة الإسلامية" إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وعلي الأديب، حيث كانوا يمثلون أبرز وجوه القيادة السياسية المشتركة، وكان الجعفري يشغل منصب الناطق الرسمي للحزب.


وفي عام 2003 تسلم الجعفري رئاسة أول شهر في مجلس الحكم الذي شكله الحاكم الأمريكي المدني، بول بريمر، إذ كانت رئاسة المجلس دورية تعاقبت عليها 12 شخصية. 


وشارك "حزب الدعوة الإسلامية" في الانتخابات العراقية العامة عام 2005 ضمن تحالف ضم مجموعة أحزاب شيعية، حيث اختير إبراهيم الجعفري عن الحزب رئيسا للحكومة الانتقالية التي كانت مدتها عاما واحدا.


وبعد عام جرت انتخابات عامة في العراق وفاز التحالف الشيعي بالانتخابات، واختير الجعفري لرئاسة الحكومة لكن الأطراف السنية والكردية رفضت ترشحه، فاختار حزب الدعوة القيادي فيه نوري المالكي بديلا عنه.


وفي 2007 استحدث الحزب منصب الأمين العام الذي فاز به نوري المالكي، متفوقا على إبراهيم الجعفري، إلا أن الأخير أعلن استقالته من الحزب وتشكيل تيار الإصلاح.


وخلال هذه المرحلة جمع نوري المالكي بين رئاسة الوزراء والأمانة العامة للحزب ورئاسة ائتلاف دولة القانون الذي يضم حزب الدعوة والكتل الحليفة لها، وهي سابقة لم تكن موجودة في الحزب قبل العام 2007، بحسب صحيفة "الصباح" شبه الرسمية.


وذكرت الصحيفة أن القيادي في الحزب حيدر العبادي، برز في نهايات مرحلة المالكي، بعد أن حاز على منصب رئيس وزراء العراق في 2014، إثر تنحي مرشح الحزب الرسمي نوري المالكي، وتسببت في تصدع الحزب وحدوث شرخ نفسي في لحمة قيادته.

 

وفي آخير انشقاق يشهده الحرب، فقد أعلن أحدأبرز قيادات الحزب صلاح عبد الرزاق في تصريح نشره على حسابه بـ"فيسبوك"، الثلاثاء، أنه "تقدم باستقالته إلى الأمين العام للحزب نوري المالكي".

وأضاف أن "استقالتي جاءت نظرا للمرحلة الحساسة التي يمر بها الحزب وكذلك لأسبابي الخاصة، معاهدا الله أن أبقى وفيا لنهج المالكي الوطني وخط الشهيد السيد محمد باقر الصدر".


لكن وثيقة تناقلتها مواقع محلية، الأربعاء، أظهرت أن الحزب هو من قرر فصل صلاح عبد الرزاق، من صفوفه بسبب تهم تتعلق بالفساد المالي والإداري حين كان يشغل منصب محافظ بغداد قبل أربع سنوات.


وتحدثت مصادر سياسية في وقت سابق لـ"عربي21" إن خلافات كبيرة يشهدها حزب الدعوة حاليا، بين جناحين داخل الحزب أحدهما يتبع رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يشغل رئيس الدائرة السياسية، وجناح زعيم الحزب نوري المالكي.


يأتي ذلك بعدما صرح النائب عن حزب الدعوة شامل كهية العامري، أن "حزب الدعوة على قناعة تامة وجميع الأطراف الإقليمية بشأن ترشح رئيس الوزراء حيدر العبادي لولاية ثانية لرئاسة الحكومة".


واعتبر أن "ما حققه العبادي يؤهله أن يكون رئيسا للوزراء مجددا، وأن المرحلة المقبلة تحمل الكثير من المفاجآت والمتغيرات أبرزها عزم العبادي تشكيل كتلة كبيرة عابرة للطائفية".


وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر قد توقع، أمس الثلاثاء، في مقابلة تلفزيونية أن يعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي "استقلاله" من حزب الدعوة خلال الأيام المقبلة.


وفي 12 ديسمبر/كانون الأول عام 1957 عقد أول اجتماع في كربلاء وضعت اللبنات الأساسية لحزب الدعوة بحضور المراجع الديني الشيعية محمد باقر الصدر ومرتضى العسكري ومهدي الحكيم. 

التعليقات (0)