صحافة دولية

صندي تايمز: من هي المصرية دينا باول سلاح إيفانكا السري؟

صندي تايمز: برزت باول بصفتها طرفا مهما في مبادرة التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل- أ ف ب
صندي تايمز: برزت باول بصفتها طرفا مهما في مبادرة التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل- أ ف ب

نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقريرا للصحافي توبي هاردين، عن الدور الذي تؤديه أمريكية من أصل مصري في محادثات السلام التي تشرف عليها الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن دينا باول ابنة سائق حافلة ثم صاحب محل بقالة، برزت بصفتها طرفا مهما في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجهودها لتقديم مبادرة مهمة في تسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل، لافتا إلى أن ترامب وضع هذا الملف في يد صهره ومستشاره جاريد كوشنر؛ للتحضير لما يطمح إليه بالصفقة الكبرى. 

 

ويلفت هاردين إلى أن دينا باول برزت على أنها سلاح سري في الجهود، حيث تتمتع بتاثير أوسع من مهمتها الرسمية، بصفتها نائبة لمستشار الأمن القومي، وهي تتحدث اللغة العربية بطلاقة، وقامت ابنة الرئيس إيفانكا ترامب بتجنيدها للمشاركة في الجهود التي يقوم بها زوجها، مستدركا بأنه رغم أن عمرها لا يتجاوز الـ44 عاما، إلا أنها تعد من أكثر المسوؤولين تجربة، خاصة أنها تعمل في البيت الأبيض منذ إدارة جورج دبليو بوش.

 

وتذكر الصحيفة أن باول رافقت في الشهر الماضي كوشنر في زيارته للرياض، حيث اجتمع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "أم بي أس"، وأجريا محادثات حول الإرهاب، والطموحات الإيرانية في المنطقة، ومنظور السلام بالمنطقة. 

 

ويفيد النقرير بأن بعض الدبلوماسيين الأمريكيين يتهمون كوشنر بالغطرسة؛ بسبب تفاخره بالعلاقة القريبة ليس مع "أم بي أس"، لكن لعلاقته مع ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات الشيخ محمد بن زايد، ويشير أعداؤه إلى التحقيقات التي يقوم بها المحقق الخاص، مدير "أف بي آي" السابق روبرت موللر في دور محتمل له في قضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016. 

 

وينقل الكاتب عن مسؤول في وزارة الخارجية يعمل في الموضوعات الإيرانية، قوله إن "دينا باول هنا هي السلاح السري، فقادة الدول العربية المستبدة يتعاملون مع كوشنر على أنه أمير مثلهم، لكن باول تتمتع بتأثير جدي بسبب علاقتها مع إيفانكا"، ويضيف: "هي تفهم العالم العربي بطريقة لا يفهمها كوشنر، الذي ينظر إليه على أنه الشخص الذي يستطيع أن يحقق هذا كله، لكن المفارقة أنه قد يضطر للاستقالة في حال وجه موللر الاتهام له، وسينهار كل شيء بشأن جهود التسوية".

 

وتنوه الصحيفة إلى أن باول ولدت في القاهرة، وانتقلت مع والديها في عمر الرابعة إلى تكساس، وعمل والدها، الذي كان نقيبا في الجيش المصري، سائق حافلة قبل أن يفتح بقالة مع والدتها، وتقول: "دائما ما أحببت أن أتناول شطيرة ديك رومي مع البطاطا المقلية، لكنني كنت أحصل عوضا عن ذلك على ورق عنب وحمص وفلافل، وليس في حقيبة جميلة، لكنني الآن أحب هذا كله". 

 

ويورد التقرير أن فترة تدريب مع السيناتور الجمهوري عن تكساس كيتي بيلي هاتشسون أخذتها إلى واشنطن وهي في سن التاسعة والعشرين، وكانت أصغر موظفة (35 عاما) تدير مكتبا رئاسيا يعمل فيه 35 موظفا، ووصفتها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في عهد جورج بوش بأنها "عضو في مجموعة التفكير للشرق الأوسط" التي تعتمد عليها، وعينتها مبعوثة للمنطقة، وبعدما عملت مديرة في بنك "غولدمان ساكس" أثناء فترة أوباما، أصبحت باول عضوا في فريق ترامب. 

 

ويستدرك هاردين بأنه رغم حديث ترامب عن الصفقة الكبرى التي يريد تحقيقها في المنطقة، إلا إنه لم يظهر أي رغبة في التدخل في التفاصيل، أو حتى رسم بعض الخطوط لها، وترك الأمر للرباعي المكون من جاريد كوشنر وباول ومبعوثه للشرق الأوسط جيسون غرينبلات وسفيره في إسرائيل ديفيد فريدمان، لافتا إلى أن باول هي الوحيدة التي تملك خبرة في الحكومة، فكوشنر ابن عائلة عقارات، فيما عمل غرينبلات محاميا في مجال العقارات، وكان فريدمان محاميا في مجال الإفلاس.

 

وتبين الصحيفة أن الثلاثة في هذا الرباعي هم يهود أرثوذكس، تربطهم علاقات قوية مع إسرائيل، بل يقيم فريدمان علاقات قوية مع المتشددين اليهود الذين يعارضون الدولة الفلسطينية، فيما تعد باول القبطية براغماتية وتفضل حل الدولتين.

 

وينوه التقرير إلى أن زيارة باول للرياض الشهر الماضي كانت هي الرابعة التي تزور فيها السعودية، وكانت مع الفريق الذي رافق الرئيس ترامب في زيارته للسعودية في أيار/ مايو، وساهمت في التفاوض حول صفقات أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار، ورافقت كوشنر وغرينبلات في آب/ أغسطس في زيارة للشرق الأوسط، ركزت على النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مشيرا إلى أنها رافقت وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي زار الرياض في زيارة منفصلة في نيسان/ أبريل، وكانت حاضرة أثناء لقاء ترامب مع ولي العهد السعودي في البيت الأبيض، وكذلك زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبدالله الثاني.

 

ويقول هاردين إن السعودية تعد بالنسبة للبيت الأبيض مركزية في أي اتفاق تسوية، وهي منشغلة، مثل بقية دول الخليج، بالتأثير الإيراني في المنطقة، منوها إلى أن الصحافة الإسرائيلية ذكرت أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي زار الرياض بداية الشهر الحالي، أخبره ولي العهد السعودي بقبول أي صفقة تعرضها الولايات المتحدة. 

 

وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن مصر، التي تقربت من إدارة ترامب، قامت بعقد مصالحة  بين عباس وحركة حماس، التي تدير غزة، وهو ما يفتح الطريق أمام عباس ليمثل الفلسطينيين كلهم في أي مفاوضات مع إسرائيل.

التعليقات (0)