سياسة عربية

قاعدة "حميميم" الروسية تهدد "قسد" بالخيار العسكري

وتيرة عمليات القصف التي تشهدها مدينة البوكمال ارتفعت في الآونة الأخيرة- أرشيفية
وتيرة عمليات القصف التي تشهدها مدينة البوكمال ارتفعت في الآونة الأخيرة- أرشيفية
لوّحت القاعدة الجوية الروسية في حميميم بالساحل السوري، السبت، بالخيار العسكري ضد مناطق سيطرة الأكراد شمال سوريا، الأمر الذي عده مراقبون رسائل تحذيرية لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" بعدم الاقتراب من مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي.

ونقلت القناة المركزية لحميميم عن ممثل القاعدة الروسية في سوريا، أليكسندر إيفانوف، قوله: "قد يكون الخيار العسكري خيار وحيد وقادم أمام دمشق للتعامل مع المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية شمالي البلاد، والتي تخضع لسيطرة الأكراد المدعومة أمريكيا بصفة غير شرعية على الإطلاق".

وردا على القاعدة الروسية، قال مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي في تصريح لـ"عربي21"، إن ذكر القاعدة لكلمة "قد" يعبر عن الاحتمالات الأدنى، وبالتالي هي تكهنات من إيفانوف لا قيمة لها.

وأضاف، "نحن لا نتعامل إلا مع الوقائع، ولدينا في سوريا الديمقراطية الرد المناسب والصيغة المناسبة للتعامل مع كل الاحتمالات".

واستطرد بالي قائلا: "أما بشأن الشرعية، فنحن نعتقد أن الشرعية يحددها الشعب السوري وليست قاعدة حميميم".

من جانبه، وضع رئيس تحرير الوكالة السورية للأنباء، سامر العاني، تهديد القاعدة الروسية لقوات سوريا الديمقراطية، في خانة الصراع على مدينة البوكمال، آخر معاقل تنظيم الدولة في سوريا.

وقال: "للآن لم يحسم بعد أمر الصراع على البوكمال الاستراتيجية، وهو قائم بين ثلاث دول هي روسيا وإيران والولايات المتحدة".

وأضاف في تصريح لـ"عربي21"، أنه "من الواضح أن مجيء القاعدة الروسية على ذكر الولايات المتحدة بشكل صريح، هو ضغط على الأخيرة لمنعها من دعم عملية عسكرية تقودها قوات سوريا الديمقراطية للتقدم تجاه مدينة البوكمال".

وفي سياق دلالات التهديدات، قال الباحث السوري أحمد السعيد، "يبدو جليا أن تهديدات النظام وروسيا لقوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد غالبيتها ستتصاعد في الفترة المقبلة مع اقتراب الحرب من نهايتها".

واعتبر السعيد في حديث لـ"عربي21"، أن هذه التهديدات "صدى لمفاوضات غير معلنة بين النظام والأكراد، بشأن إقامة حكم ذاتي في شمال سوريا".

وأشار السعيد إلى المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام عن مفاوضات عقدت في القامشلي الشهر الماضي بين مدير مكتب الأمن القومي لدى النظام، علي مملوك، وبين قيادات من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

وقال: "هذه التهديدات جزء من هذه المفاوضات التي ستحدد العلاقة بين النظام والأكراد في المستقبل القريب".

يشار إلى أن وتيرة عمليات القصف التي تشهدها مدينة البوكمال ارتفعت في الآونة الأخيرة، مع دخول القاذفات الروسية من طراز "تو-22 إم.3"، على خط المعركة.
التعليقات (0)

خبر عاجل