طب وصحة

دراسة حديثة: فعل الخير سبب لشفائك من الأمراض

مؤسسة إسلامية تقوم بتوزيع التبرعات على متضرري إعصار إرما في ميامي- جيتي
مؤسسة إسلامية تقوم بتوزيع التبرعات على متضرري إعصار إرما في ميامي- جيتي

كشفت دراسة حديثة نشرت نتائجها صحيفة "نيويورك تايمز" أن فعل الخير والمشاركة في الأعمال التطوعية لمساعدة الأشخاص والتبرع لهم، قد يكون أحد سباب شفائك لو كنت مريضا.


وأشارت الصحيفة في التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21" إلى أنه في الأشهر الماضية تسببت الكوارث الطبيعية في الولايات المتحدة وبحر الكاريبي في ترويع العديد من السكان، لكن كان هناك جانب مشرق وهو التبرعات السخية التي أعقبت الكوارث.

 

لكن التبرعات السخية لم تعد بالنفع فقط على المتضررين من الكوارث، إنما نفعت أصحابها المتبرعين بها، حيث قال إيشيرو كواتشي، أستاذ علم الأوبئة الاجتماعية في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، إن "هناك  دراسة تشير إلى أن الروابط المجتمعية في غاية الأهمية من أجل القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث المادية".

 

وأضاف قائلاً أن "التطوع أمر جيد، ليس فقط لصحة الأشخاص الذين يتلقون الدعم المجتمعي؛ بل حتى لصحة الذين يقدمون مساعدتهم".

 

وأشارت الصحيفة إلى قصة كريستينا توبهام التي أخلت منزلها جراء حرائق أصابت بعض مناطق ولاية كاليفورنيا في أمريكا، حيث سعت لتقديم المساعدة والتبرع هي وصديقها.

 

وقالت كريستينا: "شعرت بعد الحادث مباشرة  بأن عليّ فعل شيء. أنا أحب بلدتي ومجتمعي، وقد كان امتداد الدمار رهيبا منذ بدايته".

 

وتعلق الصحيفة: "هناك سؤال يجب طرحه بعد هذه المشاهدة: لماذا تكون أول استجابة فطرية للكثيرين هي التطوع بعد وقوع كارثة طبيعية؟".

 

ويقول عالم الاجتماع كريستين كارتر، الزميل في مركز علوم بجامعة كاليفورنيا في بيركلي: "أحد الأسباب هو أننا بشر، وقد تطورنا على منهج النجاة عن طريق مجموعات، وليس من خلال أفراد، كما أن الوقوف معا في مثل هذه المواقف يجعلنا نشعر بأننا أقل وحدة في التجربة".

 

وأضاف كارتر: "عند تهديد بقائنا على قيد الحياة، نتواصل مع بعضنا البعض ونقوي روابطنا مع الناس من حولنا. نظهر السخاء، والرحمة، وهذه هي المشاعر التي تعمل على ربط بعضنا ببعض".

 

تكشف الصحيفة أن الأدلّة العلمية تدعم فكرة أن فعل الخير بإمكانه أن ينفع عندما نتطوّع ونكررها بانتظام، مشيرة إلى أن هذا غير مقتصر فقط على الفترات التالية لكارثة طبيعية، فالتطوع مرتبط بمنافع صحية مثل خفض ضغط الدم وخفض معدلات الوفاة.

 

ويعمل الدكتور ريتشارد ديفيدسون، عالِم الأعصاب ومؤسِّس مركز العقول الصحية في جامعة ويسكونسن بمدينة ماديسون، على دراسة آثار المشاعر الإيجابية، مثل الرحمة واللطف، على الدماغ منذ التسعينيات.

 

وقال ديفيدسون إن المخ يتصرّف على نحو مختلف خلال أفعال الكرم مقارنة بما يبدو عليه خلال أنشطة الاستمتاع.

 

وبين أنه "عندما نفعل الأشياء من أجل أنفسنا، تكون تلك المشاعر الإيجابية عابرة كما أنها تعتمد على عوامل خارجية"، لافتا إلى أنه "عندما نشارك في أعمال توصف بالكرم، فإن تلك المشاعر الإيجابية تكون أكثر استمرارية، وهي تستمر حتى بعد الحدث الذي نحن منخرطون فيه".

 

ولا يستبعد الدكتور جون روي، أستاذ السياسة الصحية والشيخوخة في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا في نيويورك، أن يتم وصف السخاء والتبرع كعلاج لبعض الحالات المرضية.

وقال: "لدينا معلومات كافية لنبرر مبادرة هامة بمجال الصحة العامة، حيث إنه إذا كان هناك شخص متقاعد في مكتبي، أسأله: هل تدخّن؟ هل تمارس الرياضة؟ كيف يبدو نظامك الغذائي؟ وينبغي لي أيضاً سؤاله عن ما إذا كان يتطوع".

التعليقات (1)
عبد الله - صدقت يا رسول الله صلى الله عليك وسلم
الأربعاء، 01-11-2017 09:02 م
قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: « دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ » ورد الحديث في صَحِيح الْجَامِع: 3358 وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 744 للألباني