قضايا وآراء

رحل عنتر وجاء الحاسوب

أميرة أبو الفتوح
1300x600
1300x600

ما أروع من أن تستيقظ من الكابوس الذي تعيش فيه أمتنا العربية على حلو الكلم وأطيبه الذي يداعب أحلامك ويخاطب فؤادك ويدغدغ عواطفك فيأخذك معه لتحلق في عنان السماء ويبعدك عن أرض الكوابيس، هكذا فعل بنا كلام يحيى السنوار قائد حركة حماس في غزة وهو يقول: "لقد ولى الزمن الذي نتساءل فيه متى تعترف حماس بإسرائيل، ونحن الآن في الزمن الذي نناقش فيه متى ستمسح حماس إسرائيل من الوجود"، الله ما أجمله كلام سمعنا شبيهه من قبل من الرئيس جمال عبد الناصر وعبارته الشهيرة سنرمى إسرائيل في البحر وصفقت له الشعوب العربية كلها من المحيط إلى الخليج، وخرجت تهتف باسمه ناصر زعيم العروبة الذي سيحرر فلسطين من النهر إلى البحر وعاشت الأمة العربية في هذا الحلم الجميل، رافعة رأسها بعزة وكرامة إلى أن نكستها هزيمة 1967 النكراء لتضيع الأرض والعرض، بعد أن احتلت إسرائيل الأراضي العربية في سيناء بمصر والجولان بسوريا وغزة والضفة الغربية والقدس وتأسر المسجد الأقصى وليضيع العرب من بعدها في دوامة لا تنتهي من الصراعات والنزاعات والمهاترات إلى ما وصلنا إليه اليوم من الاعتراف بهذا الكيان الصهيوني الغاصب وإقامة علاقات دبلوماسية معه من قبل دولتي مصر والأردن وعلاقات من تحت الطاولة لدول عربية أخرى ولقاءات سرية في تل أبيب في غسق الليل كان أخرها زيارة ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الشهر الماضي كما ذكرت " فرانس برس " نقلاً عن مسئول صهيوني.

ولقد سبق أن ذكر بيريز أن خمسة وتسعين في المائة من الدول العربية يتصلون بنا سراً ولا يريدون أن يعلنوا ذلك أمام شعوبهم وجاء نتنياهو ليؤكدها ويقول نحن نعيش أحسن أوقاتنا ونقيم أفضل العلاقات مع الدول العربية وأننا نتعاون سويا لمكافحة الإرهاب ( الإسلام ) ولم يكذب هذا السفاح الصهيوني فبالفعل أنضم الكيان الصهيوني أول أمس لأول مرة إلى صفوف الدول العربية ضمن اجتماع قادة جيوش التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة!!

 

هذا المستنقع الذي أسقطنا فيه الحكام العرب منذ أعلن عبد الناصر بألقاء إسرائيل في البحر عيشنا في كابوس يخرجنا منه اليوم يحيى السنوار بأحلى حلم بمسح إسرائيل من الوجود على فكرة لقد سمعنا هذه الجملة من فترة ليست ببعيدة سمعناها من رئيس إيران السابق أحمدي نجاد الذي توعد بمحو إسرائيل من الوجود ومن تابعه حسن نصر الله ولم ينفذا وعدهما دعنا منهما الآن فقد قالها لاستمالة الشعوب العربية التي تتوق شوقاً لمن يحرر لها فلسطين ولكنها اكتشفت خداعهما لها ولنبق مع الفلسطيني العربي يحيى السنوار ونعيش معه الحلم العربي وهو يقول أن لدى القسام من القوة العسكرية ما يكسر به الجيش الإسرائيلي كسراً لا يقوم له من بعده قائمة.

لماذا يصر السنوار على إفاقتنا من حلمنا الجميل هذا بتذكيرنا بعبد الناصر وبصواريخ القاهر والظافر والطائرات النفاثة التي ستصل تل أبيب وستدمر إسرائيل فإذا بنا نجد طائراتنا كلها محطمة في أرض المطارات في صبيحة الخامس من يونيو ونفق من حلمنا الجميل مع عبد الناصر على كابوس الهزيمة الساحقة !! لماذا تريد أن تدخلنا في أجواء عبد الناصر مرة أخرى وليس معنى كلامي هذا أني أقلل من قوة كتائب القسام وقدراتها القتالية العالية ومهاراتها التي أذهلت العالم وإمكانياتها التي دوخت الصهاينة ولكنني أشفق عليها من تحميلها أكثر من طاقتها فليس المنوط بها وحدها تحرير فلسطين وتحقيق الحلم العربي بل ليس من الإنصاف مطالبتها بذلك ففيه إعفاء لباقي فصائل المقاومة الأخرى من تأدية دورها الوطني بل وإعفاء الدول العربية أيضاً من واجبها ثم أن هذا الخطاب العنتري لا يليق بمسئول يطالب العالم بحقوق شعبه ورفع الحصار الظالم عنه إنه يعطي صورة عكسية لما يحدث على أرض الواقع ويصدر مشهداً مختلفاً تماماً للعالم فبدلاً من أن يكون الشعب الفلسطيني في غزة هو الضحية والمجني عليه أصبح الشعب الصهيوني هو الضحية وهو الذي معرض للإبادة نفس النغمة التي يرددها القادة الصهاينة في المحافل الدولية أين ذهبت الحنكة السياسية عنك يا رجل ألم تتعلمها من عدوك وأنت في سجونه ألم تتعلم منه استراتيجية القوة المستكينة والتي ينفذها بحرفية شديدة ؟!

وعلى كل لم ينتظر نتنياهو كثيراً للرد عليك ولم يخفه تهديدك بل بادرك بتهديد مماثل ولكنه لم يسمك ليس خوفاً منك بالطبع بل استهزاء منك فقد نقلت صحيفة معاريف العبرية قوله " ليعلم كل عدو يهددنا بالإبادة انه في خطر مميت " واضح أن سنوات السجن الطويلة التي قضاها السنوار داخل السجون الصهيونية وخاصة الأخيرة منها والتي بلغت ثلاثة عشر عاماً قد جعلته عصبياً متسرعاً في ردوده ولا يعطي لنفسه برهة من التفكير قبل تحريك لسانه وهذه ليست من سمات السياسي الذي يحسب عليه كل كلمة ويحاسب عليها فهو ليس رجلاً عادياً، وهذا ما أوقعه في الخطأ مع قطر مما أضطره لإصدار بيان إنشائي خايب !! فقد قال قطر لا تؤيد التقارب بين حماس ومصر خاصة في موضوع المصالحة ولذلك تقلص الدعم المادي المقدم منها لحماس في غزة وهذا تصريح لا يصدر من مسئول ومهما صححه ببيان صادر عن مكتبه ين في ما ورد على لسانه في اجتماعه مع الشباب وتناقلته الصحف، ويشيد بدور قطر الكبير وأفضالها في غزة ووقوفها مع شعبها إلى أخره فسيظل الكلام مسجل ولن يمسحه أو يلغيه الآن في بل يؤكده !! كل ما هو مطلوب من يحيى السنوار شيء من الحكمة في التعامل مع الدول ومعالجة الأمور بحنكة ودهاء تعلم يا رجل من صديقك محمد دحلان !! ليس بالتصريحات العنترية ولا بلغة العواطف التي تثير الشجون يحيا القائد فقد ولى زمن الرومانسيات ورحل عنتر بعد أن ضاعت عبلة وجاء الحاسوب ...

1
التعليقات (1)
مصري جدا
الجمعة، 27-10-2017 01:57 ص
لا ادري ما هي معايير انتخاب او اختيار القيادات في بعض الاحزاب والكيانات الاسلامية ، ومن الواضح ان حماس تمر بما مرت به جماعة الاخوان في مصر عندما عشنا لسنوات معيار الانتخاب هو عدد السنوات التي قضاها الاخ في السجن ، من هنا ربما والله اعلم تم انتخاب السنوار مسؤلا لحركة حماس في الداخل الفلسطيني ،، وكنت ومازلت من اصحاب فكرة ان الاخوة الذين سجنوا سنوات طويلة يحتاجون فترة زمتية للتاهيل والدمج في اسرهم واعمالهم ومجتمعاتهم وجماعاتهم التنظيمية، فترة يؤهل فبها بالمعلومات الكافية والممارسات المتزنة واامعاملات ااطبيعية لان السجون اماكن ومراحل غير طبيعية يستوى في هذا كل الناس لانه علم مجرب وحالات موجودة ، ومن الواضح ان الاستاذ السنوار اجتمع عليه طبيعته الشخصية الخشنة وظروف مرحلة السجن الطويل ،، فجاءت تصريحاته دوما وليس استثناء ،مليئة بالعنف والقسوة والحماسة الشديدة لدرجة التهور والتسرع ، تصريحاته عن اخوانه في الدعوة في حماس وفرقاء السياسة في فتح واعداء الامس واليوم والغد في اسرائيل وظهيره السياسي والمالي في قطر ، لم يترك ميدان الا وكان له فيه شظية او رصاصة طائشة ،، يقول عن اخوانه وفرقاءه ،، ستتم المصالحة شاء من شاء وابى من ابي ،، ويقول عن اخوانه في حماس ستتم المصالحة حتى ولو بتكسير رقاب المعارضين في حماس قبل فتح ، ثم يقول عن اسرائيل انتهى الوقت الذي يقال فيه متى تعترف حماس باسرائيل لاننا سنمحو اسرائيل من الوجود ويقول عن كتائب القسام انها تملك ما يدمر تل ابيب ،،، تصريحات غير مسؤلة من رجل مسؤل ، لكنه تقريبا لم يقرآ الوثيقة التي طرحتها حماس اخيرا ،، كنا وما زلنا ترى في حماس وقادتها الحكمة والمسؤلية مع حداثة اعمارهم ،، لكن السنوار يقول ويعلن وموسى ابو مرزوق يخرج يبرر ويشرح ويعلل ويفسر ، وكان السنوار يرطم بلغة لا يفهمها الناس وابو مرزوق المترجم خاصته ،، الرجل يتكلم كانه جنرال في ميدان الحرب ظنا منه ان كلاماته نافذه لا معقب لها الجموا هذا السنوار والا ورطكم يا حماس ،،

خبر عاجل