صحافة دولية

معلق أمريكي: تعليقات بانون المضحكة عن قطر تضر بمهمة تيلرسون

لاريسون: تصريحات بانون تعقد من جهود أمريكا لحل النزاع بين قطر وجيرانها- أ ف ب
لاريسون: تصريحات بانون تعقد من جهود أمريكا لحل النزاع بين قطر وجيرانها- أ ف ب

نشرت مجلة "ذا أمريكان كونزرفتف" مقالا للكاتب دانيال لاريسون، يعلق فيه على مؤتمر معاد لقطر عقده معهد "هادسون" الأمريكي. 

ويقول لاريسون: "تحدث مدير استراتيجيات الرئيس دونالد ترامب السابق ستيفن بانون في مؤتمر ذم وشتيمة لقطر، وقدم زعما مثيرا للضحك: إن عملية عزل قطر، التي قادتها السعودية بسبب مزاعم دعمها للإرهاب والعلاقات مع إيران، تعد أهم مواجهة أجنبية في العالم".

 

ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن بانون دعم جهود السعودية ضد قطر، وقال إنه يجب محاسبتها على تمويل الإخوان المسلمين، و"الجماعات الراديكالية" الأخرى، لافتا إلى أن تعليقات بانون جاءت في مؤتمر معهد "هادسون"، الذي نظم يوم الاثنين، حيث قال: "أعتقد أن أهم حدث يجري في العالم هو الوضع في قطر"، وأضاف: "إن ما يجري في قطر هو مشابه في تفاصيله كلها لما يحدث في كوريا الشمالية".

ويعلق لاريسون قائلا: "لا يمكنك أن تحصل على تقييم واهم لما تحمله الأزمتان من رهانات، فأزمة قطر قد تكون أكثر الأزمات حمقا وأقلها ضرورة في العالم، لكنها لا تشبه أو مهمة كما يحدث في كوريا الشمالية. إن الأزمة في قطر تمثل صداعا للولايات المتحدة، جلبه تساهل ترامب المتهور مع حلفائه السعوديين، الذي يتفاخر فيه بانون، وتمثل خطرا على استقرار المنطقة، وحتى لو تم التعامل معها بطريقة سيئة فلن تقود إلى خسارة أرواح الملايين، ويمكن التفكير في نزاعات في العالم أكثر خطورة وأهمية من الوضع في قطر، مثل اليمن وجنوب السودان وبحيرة تشاد وميانمار وسوريا، وتحمل معاني كثيرة بشأن الطريقة التي قام فيها بانون بتشويه أزمة قطر عندما وصفها بأنها أهم شيء في العالم". 

ويجد الكاتب أن "هذا الكلام ليس غريبا منه؛ لأن بانون على علاقة مع شركة استأجرتها الإمارات العربية المتحدة للعمل ضد قطر في الأشهر القليلة الماضية، وكان على علاقة مع القادة الإماراتيين عندما كان يعمل مع فريق نقل السلطة في البيت الأبيض".

 

ويلفت لاريسون إلى أن "الخطاب جاء عقب لقاء بانون مع ولي العهد في أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد في أيلول/ سبتمبر، ولم يكونا غريبين على بعضهما، حيث التقى صهر ترامب، جارد كوشنر ومستشار الأمن القومي المعزول مايكل فلين مع الشيخ ابن زايد في برج ترامب أثناء عملية نقل السلطة في كانون الأول/ ديسمبر، وأثار اللقاء جدلا؛ لأن الإمارات لم تخبر إدارة الرئيس باراك أوباما بالزيارة، كما هو متعارف في زيارات المسؤولين الأجانب".

 

ويعلق الكاتب قائلا: "هذا ليس مهما كثيرا باستثناء أن تصريحات بانون تعقد من جهود الولايات المتحدة لحل النزاع بين قطر وجيرانها".

وينوه لاريسون إلى أن المحللين في شؤون الخليج يرون أن تدخل بانون يضع عقبات جديدة أمام جهود تيلرسون لحل النزاع، الذي أصبح معقدا أكثر بسبب تغريدات ترامب، التي دعم فيها الحصار، واتصالات صهره كوشنر مع السعوديين.

 

وتورد المجلة نقلا عن الخبير في شؤون الخليج في معهد "ويلسون" ديفيد أوتاوي، قوله: "بلا شك فإن ضغوط بانون بالنيابة عن الإماراتيين ضد قطر ستجعل من مهمة تيلرسون إظهار الولايات المتحدة وسيطا محايدا أمرا صعبا"، وأضاف أن "السعوديين والإماراتيين يعتقدون بأن بانون يعكس التحيز الباطني لترامب ضد قطر؛ بسبب دعمها للإخوان المسلمين وحركة حماس". 

 

ويذهب الكاتب إلى أن "فرص نجاح الوساطة لن تكون كبيرة؛ بسبب وقوف ترامب العلني مع الكتلة السعودية، وكان رد إدارة ترامب على الأزمة القطرية غير منسجم منذ البداية؛ بسبب رغبة الرئيس بالقول في البداية إنه هو الذي بدأها".  

 

ويخلص لاريسون إلى القول: "نرى الآن أن رغبة ترامب في الوقوف مع السعودية وحلفائها كانت نتاجا لنصيحة من بانون، وطالما شعر السعوديون والإماراتيون أن ترامب يقف معهم فلن يقبلوا بأي تسوية تنهي النزاع".

التعليقات (0)