سياسة عربية

مخاوف من عمليات تطهير عرقي بعد السيطرة على الرقة

راية حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وسط الرقة- جيتي
راية حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وسط الرقة- جيتي
تثير سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة الرقة أكبر معاقل تنظيم الدولة بسوريا مخاوف من ممارسات عنصرية وعمليات تطهير عرقي بحق المكون الرئيس للسكان في الرقة.

وكانت قوات ما يعرف بسوريا الديمقراطية أعلنت اليوم سيطرتها على مدينة الرقة بعد 4 أشهر من المعارك العنيفة مع تنظيم الدولة.

وعبرت شخصيات سورية معارضة عن مخاوف حقيقية من قيام القوات التي يشكل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الانفصالي "ي ب د" عصبها الرئيس بفرض واقع جديد وتغييرات ديمغرافية وإحلال سكاني يغير التركيبة الحالية المكونة من عشائر عربية بالأغلب إلى مجتمع من عرق آخر.

ولعل أكثر ما يثير المخاوف التجارب السابقة التي وقعت خلال سنوات الثورة السورية في عدد من المناطق وخاصة منطقة تل أبيض قبل عامين حين قامت الفصائل الكردية بعمليات تهجير واسعة للعرب السوريين من تلك المناطق.

ولم تقتصر عمليات التهجير في ذلك الحين على المكون العربي بل تواترت شهادات عن تهجير عوائل تركمانية وأرمنية وكل من هم ليسوا بأكراد وفقا لناشطين سوريين.

مشهد ديكوري

وقال المحلل السياسي وعضو المجلس الوطني السوري محمود عثمان إن "مسألة انتهاء تنظيم الدولة كانت أمرا غير قابل للنقاش" لدى السوريين، لكن الأهم من ذلك بحسب قوله "كان البديل الذي فرضته واشنطن بالقوة عليهم واستبدلت الراية السوداء بأخرى صفراء".

وقال عثمان لـ"عربي21" إن الجميع يدرك ما حدث في الرقة ودير الزور وقبل ذلك بكثير في تل أبيض وتل رفعت من تهجير قسري وقصف للعوائل الهاربة من الموت وما ستقوم به هذه المليشيات "بعد التحرير قامت به قبل التحرير وهناك مخاوف حقيقية من عمليات تغيير ديمغرافي مقبلة على الرقة".

ورأى أن المشهد خلال الأيام المقبلة بعد تمشيط الرقة سيكون الإعلان عن تشكيل مجلس محلي من جميع الأطياف لكنه بحسب عثمان لن يكون سوى "ديكور لا يستر ولا يغطي عيوب تلك الفصائل فالآمر الناهي هي المليشيات الكردية الانفصالية".

وشدد عثمان على أن الشعب السوري "لم يعلن الثورة من أجل استبدال كيان مستبد بآخر أو أن يتسبب بتقسيم البلد والشعب لكن الثورة خرجت من أجل الحرية".

وأضاف: "لكن القوى الدولية تصر على فرض تنظيمات بألوان مختلفة لكن لا فرق بين دكتاتورية تمارس باسم الدين وأخرى باسم فكر ماركسي وتفرض على الشعب".

ويلفت عثمان إلى أن الفصائل الكردية كانت في بعض الأحيان تسوق الحجج للاستيلاء على بعض المناطق بوجود مكون كردي لكنها لم تعد بحاجة لتلك الحجج بعد الاستيلاء على تل رفعت وحريتان الخاليتين من أي وجود للأكراد.

وعلى صعيد الفصائل العربية المشاركة مع الأكراد في "قوات سوريا الديمقراطية"، قال عثمان إن كافة الفصائل بما فيها الكردية "مسلوبة الإرادة وتعمل وفق أجندات الممولين وما لم تعمل الفصائل لصالح عودة المهجرين ومشروع الوطن السوري فلا قيمة لها في نهاية المطاف".

النسخة الكردية لداعش

بدوره حذر الكاتب السوري سعد وفائي من "عمليات إحلال سكاني في الرقة واستقدام مكون لا يمت للسوريين بصلة وخاصة عناصر حزب العمال الكردستاني من جبال قنديل شمال العراق".

وأوضح وفائي لـ"عربي21" أن عناصر قوات سوريا الديمقراطية غير معروفين للسوريين وحتى للكثير من أبناء القومية الكردية بسوريا وكثير منهم لا يتحدثون العربية ما يعني أنهم جاؤوا من خارج سوريا.

وأكد أن ما يثير المخاوف حدوث "هجرات منظمة من تلك المناطق للرقة ومحيطها بعد انتزاعه من تنظيم الدولة".

ويشدد وفائي على أن السوريين العرب ليسوا وحدهم المتضررين من ممارسات تلك الفصائل، مضيفا: "السوريون الأكراد أيضا مغلوبون على أمرهم وتجري ممارسات قمعية بحقهم واعتقالات".

وتابع: "هناك اعتقالات ممنهجة في عفرين وتعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان لكل من يعارض التوجه الانفصالي على غرار ما كان يفعله النظام السوري"، مضيفا: "في القاملشي لا يوجد صوت واحد وباقي الأصوات المعروفة كرديا لم تعد قادرة على التواصل مع المعارضة السورية".
  
ويرى وفائي أن الولايات المتحدة تغض الطرف عن كل هذه الممارسات لصالح عرقلة أي تمدد أو تفاهم تركي مع المكونات في الداخل السوري.

وقال إن المليشيات التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني "لو كان هناك إنصاف دولي لجرى تصنيفه كمنظمة إرهابية لأنه لا يختلف عن تنظيم الدولة بشيء ولعله النسخة الكردية من داعش".
التعليقات (0)