مدونات

حرب اليونسكو

الشيخ محمد المختار دي
الشيخ محمد المختار دي
عزيزي القارئ.. وأنت تتابع شاشات الإعلام المصري وهذه الكمية الهائلة من الأحقاد على الشقيقة قطر، وسيل الاهتمامات ودعم المرشحة الفرنسية على حساب شقيق عربي؛ لا يكن مواطنوه إلا كل الحب والاحترام لمصر الكبيرة والشقيقة.. لا تسمح للمفاجأة أن تأخذك بعيدا عن الواقع، ولا لصدمة أن تتحكم فيك.. ولا تذهب بخيالك بعيدا فتظن أن طبول حرب مقبلة على أرض الكنانة أو أن مصر قررت استعادة أيام السبعينات وانتصار أكتوبر.

الأمر أبسط مما تتخيل. القصة أن شقيقا عربيا قطريا وصل للمرحلة النهائية من انتخابات اليونسكو وسيواجه مرشحة فرنسية، والطبيعي أن قلوب العرب وأصواتهم ستكون معه كما كانوا دائما في كل المحافل الرياضية والسياسية والثقافية والأدبية.. ولا تتعب نفسك كثيرا بالأسئلة: لماذا الآن لا يقف بعض الأشقاء مع قطر ومرشحها؟ ولماذا كل هذه الأحقاد وكيل الاتهامات ودعم فرنسا وتمنيات الفوز على حساب قطر؟

الجواب أيضا أسهل من الأول.. من يظن أن مصر أو السعودية أو الإمارات تمتلك قرارها اليوم لم يقرأ الواقع جيدا، وربما لديه قصور سياسي وعليه إعادة النظر في نظرته للأمور.. إنهم يدارون بالريمونت كنترول من البيت الأبيض تارة ومن تل أبيب تارات أخرى. ألم يأتك نبأ اتصال ترامب بالسيسي أيام اجتماع القاهرة حين اجتمعت الدول الأربع الداعمة للإرهاب ضد قطر؟ ويومها أنهى ترامب كل شيء بمكالمة هاتفية.

عزيزي المتابع.. من يحارب مرشح قطر هو إسرائيل نفسها ولها على قطر مآخذ عديدة، فلا تفاجئك السياسة ولا يخدعنك إعلام السيسي، فالعرب اليوم لم يعودوا أشقاء ولم تفق ثلة منهم إلا على محاصرة دولة عربية يغارون من نجاحها ودول أخرى دمرتها حروبهم.

تابع عزيزي العربي الأحداث السياسية الساخنة وخاصة حرب اليونسكو ضد مرشح عربي قطري؛ فوزه قد يمنح الثقافة العربية ميزات ويعيد بعضا من بريقها، ولا تتفاجأ كثيرا من ردات فعل بعض الأشقاء فالأيام التي نعيشها صعبة جدا تغيرت فيها أشياء عديدة وبلدان عديدة ولم تعد تعرف الصديق من الشقيق من العدو.

أصبحت باريس أقرب للمودة من الدوحة وتل أبيب أكثر قربا من غزة لدى البعض.

لا تتفاجأ كثيرا لو قرأت بيان الخارجية المصرية اليوم وهو يدعم المرشحة الفرنسية، ويتمنى لها الفوز وكأنها ستواجه إسرائيل في النهائي. فمصر لم تعد هي مصر قلب العروبة لقد خطفوها من شعبها ومن العرب جميعا.

لا تتفاجأ لو قرأت لكاتبة سعودية تهاجم مرشح قطر وتستنجد بالولايات المتحدة الإسرائيلية، فالرياض مغيبة عن عروبتها.

إنها ليست حرب البسوس الشهيرة في تاريخ العرب ولا ذبيان وعبس ولا حتى حربا من حروب العرب ضد إسرائيل.. إنها حرب اليونسكو يقودها أشقاء ضد شقيق حتى تفوز الفرنسية ولا ينالها حمد الكواري القطري.

اقرأ بيان الخارجية المصرية جيدا وتابع إعلام القاهرة الذي ينبئ عن حالة قاهرة، ثم ابحث لك عن طبيب نفسي أو محلل اجتماعي يشخص لك حالة بعض السياسيين العرب اليوم.

كل التوفيق لمرشحنا حمد الكواري قبل أن يكون مرشح قطر أصله عربي وفوز فوز لكل العرب.. هكذا علمونا في مدارسنا منذ صغر ولا نريد لأجيالنا القادمة أن تنسى وأن تظل تردد دوما.

بلاد العرب أوطاني    وكل العرب إخواني
التعليقات (0)