سياسة دولية

"رايتس ووتش" تدعو لتدخل أمريكي لوقف خطاب "الكراهية" السعودي

المنظمة اتهمت رجال دين سعوديين بالتحريض على الكراهية- تويتر
المنظمة اتهمت رجال دين سعوديين بالتحريض على الكراهية- تويتر
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير صدر الثلاثاء، أن بعض رجال الدين والمؤسسات السعودية يحرضون على "الكراهية والتمييز ضد الأقليات الدينية، بما في ذلك الأقلية الشيعية".

ويوثق التقرير المؤلف من 48 صفحة، بعنوان "ليسوا إخواننا: خطاب الكراهية الصادر عن المسؤولين السعوديين"، سماح السعودية لعلماء ورجال الدين الذين تعينهم الحكومة، بالإشارة إلى "الأقليات الدينية بألفاظ مهينة أو شيطنتها في الوثائق الرسمية والأحكام الدينية التي تؤثر على صنع القرار الحكومي".

وأشارت المنظمة إلى أنه في السنوات الأخيرة، استخدم "رجال الدين الحكوميون وغيرهم، الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للتشويه والتحريض على الكراهية ضد المسلمين الشيعة وغيرهم ممن لا يتفقون مع آرائهم".

ووجدت "رايتس ووتش" أن "التحريض، إضافة للتحيز المعادي للشيعة في نظام العدالة الجنائية والمناهج الدينية لوزارة التربية والتعليم، يلعب دورا أساسيا في فرض التمييز ضد المواطنين الشيعة"، مؤكدة أنها وثقت مؤخرا "إشارات مهينة للانتماءات الدينية الأخرى، بما في ذلك اليهودية والمسيحية والصوفية في منهاج التعليم الديني في المملكة".

وقالت:" لمعالجة هذه المشكلة، اقترح الخبراء في السنوات الأخيرة اختبارا لتحديد إمكانية تقييد أي خطاب معين بصورة قانونية. بموجب هذه الصيغة، فإن الخطاب الذي وثقته هيومن رايتس ووتش لعلماء الدين السعوديين يرقى أحيانا إلى مستوى خطاب الكراهية أو التحريض على الكراهية أو التمييز".

وطالبت المنظمة السلطات السعودية بأن تأمر بالوقف الفوري لخطاب الكراهية الصادر عن رجال الدين والهيئات الحكومية التابعة للدولة، وأن تنكر تلك الممارسات علنا وتتصدى لها.

وصنّفت "اللجنة الأمريكية للحريات الدينية" السعودية مرارا على أنها "دولة تثير قلقا خاصا"، وهو أعلى تصنيف للدول التي تنتهك الحرية الدينية.

ويسمح "قانون الحرية الدينية الدولية" لعام 1998 للرئيس الأمريكي، بإصدار إعفاء إذا كان من شأنه أن "يخدم مقاصد قانون الحرية الدينية الدولية" أو إذا "تطلبت المصلحة العليا للدولة ممارسة مثل هذا الإعفاء". وأصدر الرؤساء الأمريكيون إعفاءً للسعودية منذ العام 2006.

ودعت المنظمة الحكومة الأمريكية إلى الإلغاء الفوري للإعفاء الممنوح للسعودية، والعمل مع السلطات على وقف التحريض على الكراهية والتمييز ضد المواطنين الشيعة والصوفيين والمنتمين لأديان أخرى.

وأضافت أن: "على الولايات المتحدة أن تضغط كذلك من أجل إزالة جميع الانتقادات وأشكال مهاجمة الممارسات الدينية الشيعية والصوفية، فضلا عن ممارسات الديانات الأخرى، من المناهج التعليمية".

من جهتها، قالت مديرة قسم الشرق الأوسط في رايتس ووتش، سارة ليا ويتسن: "روجت السعودية بقوة للرواية الإصلاحية في السنوات الأخيرة، ومع ذلك فهي تسمح لرجال الدين والكتب المدرسية الحكومية بتشويه سمعة الأقليات الدينية مثل الشيعة"، مؤكدة أن "خطاب الكراهية يطيل من أمد التمييز المنهجي ضد الأقلية الشيعية، وتستخدمه في أسوأ الحالات جماعات عنيفة تهاجمهم".

وأضافت "ويتسن": "وعلى الرغم من ضعف ملف السعودية في مجال الحريات الدينية، حمت الولايات المتحدة الرياض من العقوبات المحتملة بموجب القانون الأمريكي، ولهذا على الحكومة الأمريكية أن تطبق قوانينها لمحاسبة حليفتها".


التعليقات (0)