سياسة عربية

جنود سعوديون يرقصون بعد سيطرتهم على بلدة شيعية (شاهد)

حي المسورة يشهد مواجهات مسلحة بين قوات الأمن ومسلحين أسفرت عن قتل وتهجير مدنيين- أرشيفية
حي المسورة يشهد مواجهات مسلحة بين قوات الأمن ومسلحين أسفرت عن قتل وتهجير مدنيين- أرشيفية
كشف "فيديو" مسرب لجنود سعوديين يرقصون فرحا بعد السيطرة على بلدة شيعية سعودية، بعد خمسة أشهر من اندلاع مواجهات مسلحة وأعمال عنف وتهجير لمدنيين.

وجرى تسريب "الفيديو" ونشره من قبل مغردين نقلا عن موقع القوات الخاصة السعودية التي سيطرت، اليوم الأربعاء، على حي في بلدة العوامية الشيعية بمحافظة القطيف شرق السعودية.

ورجحت مصادر أن الفيديو يرجع إلى عملية سابقة قامت بها القوات الخاصة شهر نيسان/ أبريل.

وكشفت صور وفيديوهات صادمة التقطت قبل أيام ، كمية الدمار الذي أصاب البلدة بعد حصار استمر شهرا كاملا، وفق ما نقله موقع "ميدل إيست آي" الاثنين الماضي .

وأفاد تقرير الموقع الذي ترجمته "عربي21" حينها ، تزايد المخاوف من تصاعد الهجوم السعودي على مدينة العوامية، حيث تكشف الصور التي بثها النشطاء المحليون والصور الفضائية، مدى الدمار في البلدة الشيعية، في حين أشارت مصادر إلى مقتل 12 شخصا على الأقل.

اقرأ أيضا : ليست حلب.. صور صادمة لمدينة سعودية تحولت لأنقاض (شاهد)

وتكشف صور الأقمار الصناعية عن وجود أحياء بأكملها في المدينة تحولت إلى أنقاض، لا سيما حي المسورة التاريخي، الذي يشهد اشتباكات بين الجنود السعوديين ومسلحين شيعة في الشوارع الضيقة.

ونقل الموقع عن أحد سكان المدينة سابقا ويدعى أمين نمر، قوله إنه يخشى أن تستعد الحكومة السعودية إلى توسيع هجومها على المنطقة ذات الأغلبية الشيعية.

وتقع بلدة العوامية وحي الماسورة في محافظة القطيف، وهي مسقط رأس رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي أعدم في كانون الثاني/ يناير عام 2016 بعد إدانته بتهمة "الإرهاب"، وكان النمر احد محركي حركة احتجاج اندلعت في عام 2011 وتطورت إلى دعوة للمساواة بين السنة والشيعة.


ومنذ آذار/ مارس الماضي، يشهد حي المسورة مواجهات مسلحة بين قوات الأمن ومسلحين وسط تعتيم إعلامي مطبق وغياب كامل لرواية أهل البلدة .

اقرأ أيضا: السعودية تدمر مدينة شيعية وأهلها يفرون خشية الصدامات

وتقول السلطات إن "الحي تحول في السنوات الأخيرة إلى "وكر للإرهابيين ومروجي المخدرات"، في الوقت الذي نفى فيه نشطاء صحة الإدعاء الرسمي وتأكيدهم أن الإجراءات غايتها كبح الصوت الشيعي السعودي المطالب بالمساواة والعدالة وممارسة الشعائر ليس أكثر .

وبدأت المواجهات مع بدء أعمال مشروع عمراني تقول السلطات إنه يهدف إلى تحويل الحي إلى مقصد تجاري وثقافي عبر بناء مجمع تجاري وسوق تراثي ومركز ثقافي.

 ويشمل المشروع هدم عدد من المنازل القديمة والمهجورة في الحي وهو ما يرفضه سكان مطالبين بالحفاظ على الجزء التاريخي منه.


وأوضحت صحيفة "عكاظ" أن بلدية القطيف بدأت في وضع المخططات الهندسية  اللازمة لإطلاق ورش  تطوير المشروع التنموي الشامل، بعد استكمال هدم المنازل الآيلة للسقوط وقيام الدولية بتعويض أصحابها، في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر السكان بالبلدة عن عمليات تهجير قسرية.

وتواجه الصحف ووكالات الأنباء صعوبة في الحصول على تفاصيل دقيقة عن الأوضاع في القطيف، بسبب القيود الصارمة على التدقيق الإعلامي الذي تفرضه السلطات السعودية.

وذكرت وكالة "رويترز" في وقت سابق من هذا العام، أن وسائل الإعلام الأجنبية لا يمكن أن تزور المنطقة، إلا إذا كان يرافقها مسؤولون حكوميون، بمزاعم أسباب تتعلق بالسلامة.

واتهم ناشطون في المدينة قوات الأمن السعودية بإجبار السكان على مغادرة العوامية، من خلال إطلاق النار عشوائيا على المنازل والسيارات أثناء مواجهتهم للجنود المسلحين في المنطقة.

السيطرة على "المسورة"

وقال وزير الإعلام السعودي عواد العواد في تغريدة على حسابه في تويتر، الأربعاء، "حزم القيادة الرشيدة في القضاء على الإرهاب وبسط الأمن والأمان في جميع ربوع وطننا الغالي تجسد في نجاح أبطالنا رجال الأمن في تطهير حي المسورة".


وأكدت من جهتها صحيفة "سبق" الالكترونية أن أجهزة الأمن أنهت، الثلاثاء، "فرض سيطرتها الأمنية بحي المسورة بالعوامية وطهرت الحي من الإرهابيين المتحصنين فيه، وذلك بعد عمليات أمنية نفذتها أسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين والقبض على مجموعة آخرين".

وفي منطقة قريبة من الحي الذي يضم نحو 500 منزل ويعيش فيه ما يقارب ثمانية آلاف أسرة، قال سكان إن عمليات إطلاق نار سمعت بشكل متواصل على مدى الأسبوعين الأخيرين، قبل أن تتوقف، الثلاثاء، ويعم الهدوء المنطقة.

اقرأ أيضا: إندبندنت: حرب وظروف مروعة وتعتيم ببلدة العوامية السعودية

وأكد هؤلاء أن قوات خاصة سعودية تنتشر عند مداخل الحي وفي أزقته.

ولم تعلن السلطات الأمنية رسميا بعد سيطرتها على المسورة، لكنها اصطحبت، الأربعاء، مجموعة من الصحافيين إلى الموقع للقيام بجولة في الحي. كما لم يحدد تاريخ بدء العملية الأمنية الأخيرة التي أدت إلى السيطرة عليه.

ويعيش معظم شيعة السعودية في الشرق الغني بالنفط وكثيرا ما يشتكون من التهميش.
التعليقات (0)