سياسة عربية

"حماس" توجه رسالة إلى ملك المغرب.. هذا مضمونها

ملك المغرب ـ أفريقيا
ملك المغرب ـ أفريقيا
وجه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رسالة إلى العاهل المغربي، محمد السادس، حول الاعتداءات "الإسرائيلية" على المسجد الأقصى.

وأكد هنية في رسالته للملك، أن هذه الاعتداءات لم يشهد لها المسجد مثيلًا منذ احتلاله قبل نحو 50 عامًا، وأن الاحتلال الإسرائيلي عازم أكثر من أي وقت مضى على تنفيذ خطّته بإطباق سيطرته الكاملة على المسجد الأقصى، وفرض تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا بين المسلمين واليهود، وتكريس نفسه كمرجعية وحيدة لإدارة شؤون المسجد في مقابل تحجيم الدور التاريخي لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، الجهة الوحيدة والحصرية المعنيّة بإدارة شؤون المسجد.

وأضاف أن سلطات الاحتلال أقدمت على إغلاق المسجد الأقصى منذ يوم الجمعة في 14 تموز/ يوليو الجاري، ولا يزال المسجد مغلقًا بسبب تعنّت الاحتلال ونصبه بوابات إلكترونيّة على أبواب الأقصى؛ لتشديد قبضته، وتعزيز سيطرته وتحكمه في حركة الدخول والخروج من المسجد، وفي هذا اعتداء صارخ على قدسيّة مسرى نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلّم، وشقيق الحرمين الشريفيْن.

وقال هنية في الرسالة، إنّ المسجد الأقصى المبارك يستصرخ ضمائركم ونخوتكم، فلا يمكن السكوت عن محاولات الاحتلال الإسرائيلي لفرض واقع جديد على الأقصى، يتحوّل فيه الاحتلال إلى المتحكِّم بمصير المسجد.

وأوضح الزعيم الفلسطيني، أن جامعة الدولة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي قد أصدرت العديد من القرارات الداعمة للقدس والأقصى، وأنه قد آن الأوان للعمل على تفعيلها لتعزيز صمود أهلنا في القدس الذين يدافعون عن مقدسات الأمة، حسب قوله.

وأشار إلى أنّ "حكوماتنا العربية والإسلامية تمتلك الكثير من أوراق القوة الدبلوماسية والقانونية والجماهيرية والإعلامية، وما أحوج المسجد الأقصى اليوم إلى تفعيل هذه الأوراق للضغط على الاحتلال في كلّ المحافل والمناسبات، ولا أقلّ من دعم كل الجهود لمقاطعته وعزله وملاحقته ومحاسبته على جرائمه بحقّ شعبنا الفلسطيني ومقدساتنا".

وقال هنية إن شعوب الأمة العربية والإسلامية قد برهنت أنّ عروقها لا تزال تنبض بحبّ الأقصى، فانطلقت الفعاليات والمواقف في أكثر من بلد في أمتنا، ونتوقع من حكومات أمتنا أن تستثمر حالة التعاطف الشعبي مع الأقصى لتسطير مواقف تنسجم مع مطالب شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية والإسلامية والتي تتلخص بإجبار الاحتلال الإسرائيليّ على رفع يده نهائيًّا عن المسجد الأقصى.

وأضاف: "إننا اليوم أمام فرصة تاريخية لدفع الاحتلال إلى وقف اعتداءاته على الأقصى، وعدم التدخل في شؤونه عبر تكامل الجهود الرسمية والشعبية الضاغطة على الاحتلال الإسرائيليّ".

وأكد هنية في ختام رسالته إلى الملك، على أنّ الشعب الفلسطينيّ ومعه إخوانه من أبناء الأمة يرفضون أيّ إجراءات إسرائيلية تنتقص من السيادة الإسلامية الحصرية على الأقصى، وهم في الوقت الذي يسجلون فيه أروع ملاحم الصمود والتصدي للغطرسة الإسرائيلية، وإرهاب المستوطنين المتطرفين المدعومين من حكومة الاحتلال، ينظرون بعين الأمل والثقة إلى دور قادة الأمة الذي له تأثير كبير في معركة الدفاع عن الأقصى، مؤكدا أن التاريخ سيسجِّل مواقفهم الداعمة للأقصى ولصمود شعبنا الفلسطيني.

وكان العاهل المغربي، محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، حذر الأمم المتحدة من أن الإجراءات غير الشرعية التي تقوم بها إسرائيل قد تؤدي إلى غضب عارم، وردة فعل شعبية عامة، وتدفع نحو مزيد من الاحتقان والتوتر والعنف في المنطقة برمتها، داعيا إلى التحرك لإلزام إسرائيل بوقف ممارسات فرض الأمر الواقع، والاستفراد بمصير مدينة القدس.
 
وسجل ملك المغرب، في رسالة وجهها إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريس، أمس الأربعاء، أن "الإجراءات غير الشرعية تمس كرامة المقدسيين، وتستفز مشاعر كل الفلسطينيين، وقد تؤدي إلى غضب عارم، وردة فعل شعبية عامة، وتعقيد الوضع في الأراضي الفلسطينية".

وأضاف العاهل المغربي، أن "هذه الإجراءات تمثل استفزازا واضحا لمشاعر كل العرب والمسلمين والأحرار في العالم، وعاملا لإثارة النزعات المتطرفة التي تدفع نحو مزيد من الاحتقان والتوتر والعنف في المنطقة برمتها".

اقرأ أيضا: ملك المغرب يحذر من التوتر في القدس ويحمل إسرائيل مسؤوليته
التعليقات (0)