سياسة دولية

معامل الثلج بدرعا.. محاولة محلية لقهر الظروف بسوريا

درعا ثلج مصنع
درعا ثلج مصنع
مع ارتفاع درجات الحرارة الشديدة، شهدت عدة مناطق في الريف المحرر من درعا افتتاح عدة معامل تختص في صناعة قوالب الثلج المجمد؛ لتطفي لهيب الصيف، وجاء الانتشار الواسع لمعامل الثلج نتيجة الطلب الكبير عليها من قبل سكان المناطق المحررة، بعد أن كانت تقتصر على بعض المعامل ذات إنتاج متوسط لم يكن يسد احتياجات ربع السكان.

ويقول "محمد أبو فادي"، صاحب أحد معامل الثلج في مدينة نوى: تعدّ مهنة صناعة قوالب الثلج دخيلة على الأراضي المحررة بدرعا، انتشرت بشكل كبير؛ بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي عن مدن وبلدات درعا، إضافة للطلب المتزايد عليها، كما أن ارتفاع أسعار المحروقات دفع الأهالي لتفضيل شراء قوالب جاهزة بدلا من تكلفة تدوير مولدات الكهرباء لتشغيل البرادات.

ويضيف أن أسعار القوالب التي تقوم المعامل بإنتاجها ناسبت دخل جميع سكان المناطق المحررة، بحيث يباع قالب وزن ثلاثة كيلو بمئة ليرة سورية، ويتم تصنيع عدة أحجام وأوزان تناسب جميع الاحتياجات، بحسب طبيعة الاستخدام المرادة من القالب.

وأشار أبو فادي في سياق حديثه لـ"عربي 21"، أنه وبالرغم من كمية الإنتاج الكبيرة هذا العام، التي تقوم المعامل بتوريدها للسوق، إلا أنها غالبا تكون غير كافية، خصوصا في شهر رمضان، حيث يزداد الطلب عليها، ويعتمد بعض أصحاب المحلات التجارية على شراء كميات كبيرة منها، ووضعها ضمن برادات، وتبريد المواد الغذائية كاللبن والجبن والزبدة، التي تتعرض للتلف في حال وضعت بمكان غير مبرد، إضافة للمشروبات والعصائر التي ينشط الطلب عليها في شهر رمضان.

كما قال إن الصعوبة التي تواجه مشروعهم تتمثل في غلاء قطع التبديل في حال حصول أعطال ضمن المعمل، بالإضافة إلى صعوبة استيراد القطع المطلوبة التي تتوفر في مناطق سيطرة النظام ويمنع دخولها عبر حواجزه للمناطق المحررة، إضافة للغلاء والتقلب الكبير في أسعار المحروقات لتشغيل الآلات.

أم أيهم واحدة من سكان مدينة نوى، قالت لـ"عربي 21": إن انتشار محلات بيع الثلج ساهمت لحد كبير في عمليات حفظ الأطعمة، خصوصا في شهر رمضان المنصرم، بحيث تكثر أنواع المأكولات على الموائد، وقد تتعرض للتلف في حال تركها دون مكان حافظ ومبرد لها؛ لذلك أصبح بالإمكان حفظ الأطعمة ضمن البراد، بحيث يحكم إغلاقه، ويتم وضع عدة قوالب ضمن الرفوف السفلية للبراد وقالب بالعلوية يكون ضمن وعاء لتلافي سيلان الماء على الأطعمة عند الذوبان، وبذلك يمكن الحفاظ على عملية تبريد وحفظ الطعام بعيدا عن التكلفة الكبيرة في حال الاستعانة بمولدات كهربائية.
التعليقات (0)