فنون منوعة

لماذا تغيب القضية الفلسطينية عن الدراما العربية؟

كاتب فلسطيني: لا توجد بيئة سينمائية فلسطينية داعمة للمواهب والقدرات الفنية- تويتر
كاتب فلسطيني: لا توجد بيئة سينمائية فلسطينية داعمة للمواهب والقدرات الفنية- تويتر
رأى نقاد ومختصون بالشأن الفني، أن القضية الفلسطينية تغيب عن الدراما العربية، معللين ذلك بانشغالها بالقضايا الاجتماعية وما يسمى بـ"الإرهاب".

وقال الناقد الفني يوسف الشايب، إن انعكاس الأجواء العامة سياسيا في المنطقة على الدراما أثر بشكل كبير في طبيعة الأعمال الفنية، مؤكدا أن القضية الفلسطينية أصبحت لا تحتل سلم أولويات الإعلام العربي.

وأضاف لـ"عربي21" أن اتجاه الدراما العربية أصبح يركز على القضايا المحلية والمواضيع الاجتماعية، بعيدا عن السياسة، حتى لا يدخل المنتجون في صراع الخلافات السياسية وتعقيداتها، وتمثلت القضية المتفق عليها في الدراما بمحاربة "الإرهاب".

قصور فلسطيني

واتفق المخرج الفلسطيني بشار النجار، مع ما ذهب إليه الشايب، قائلا إن "المجتمعات العربية تعج بالقضايا الداخلية التي تحتل أولوية في المعالجة الدرامية".

وبرّأ النجار المنتجين والمخرجين العرب من التسبب بغياب القضية الفلسطينية عن الدراما العربية، موجها أصابع الاتهام إلى "ذوي الاختصاص الفلسطينيين، الذين قصروا في إنتاج الدراما المتعلقة بهذا المجال".

ولفت إلى أن من يتحكم في المضمون الدرامي هو الممول وتوجهاته الفكرية والسياسية، مضيفا لـ"عربي21" أن "هناك أجندات معينة تفرض على بعض الفضائيات؛ تتمثل بعدم بث أي عمل يتناول القضية الفلسطينية، كما أن ضعف شركات الإنتاج في تمويل هذه الأعمال أدى إلى تراجع إنتاج مسلسلات تتناول القضية".

محاولات النهوض

وشهدت الدراما الفلسطينية محاولات للنهوض وسد الثغرة؛ من خلال إنتاجات درامية في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أنها لم تنجح بالشكل المطلوب، بحسب الكاتب الصحفي أشرف أبو خصيوان، الذي علل ذلك بـ"غياب الفكرة الناضجة، والإمكانات المالية".

وقال لـ"عربي21" إن "صورة الفلسطيني اقترنت بالدم، وهذا ما لا يبحث عنه المشاهدون هذه الأيام، لذلك غابت المشاهد الإنسانية المؤثرة، ناهيك عن عدم وجود بيئة سينمائية فلسطينية داعمة للمواهب والقدرات الفنية؛ للقيام بأعمال درامية وسينمائية تخدم القضية الفلسطينية بشكل مؤثر".

وبالمقارنة بين الإنتاج الدرامي خلال شهر رمضان في الضفة، والذي تغلب عليه المعالجة الاجتماعية والسياسية، وبين إنتاج قطاع غزة الذي طرح قضية الأسرى والقدس؛ رأى أبو خصيوان أن "الإنتاجين لم يختلفا كثيرا، فهما يدوران في نفس القالب، ونفس الصناعة، ونفس التفكير".

واستدرك: "لكن اختلف الأسلوب حسب السياسة التحريرية لكل تجربة، فهناك قنوات فلسطينية عملت على التسلسل التاريخي في إنتاجها الدرامي من خلال مسلسلات وطنية وتراثية، وأخرى تناولت القضايا الوطنية بطريقة كوميدية لتوصيل الرسالة للجمهور المحلي، ولكنها للأسف لم تنجح في مخاطبة غير الفلسطيني".

أما الناقد السينمائي سعيد أبو معلا؛ فلفت إلى أن "هناك تطورا في الدراما الفلسطينية، حيث حاول عدد من الأعمال معالجة قضايا محلية ووطنية، إلا أنها كانت "مفعمة بالأيديولوجيا، وخطابها انفعالي، وضعيفة في السيناريو والأداء، في ظل عدم وجود مدرسة متخصصة بالتمثيل والدراما".

وبالمقارنة بين الدراما والسينما؛ أشار أبو معلا إلى "تفوق السينما الفلسطينية وتقدمها بأشواط على الدراما، بحكم أن من ينتجها من المتخصصين، بالإضافة إلى دعمها من قبل مؤسسات غربية".
التعليقات (1)
ندى
السبت، 12-02-2022 12:49 م
ممتاز