صحافة دولية

تقويم التركية: هذه هي معالم اللعبة الأمريكية ضد قطر

جاءت الحملة على قطر بعد أيام من إشادة ترامب بقطر خلال قمة الرياض - أ ف ب
جاءت الحملة على قطر بعد أيام من إشادة ترامب بقطر خلال قمة الرياض - أ ف ب
نشرت صحيفة "تقويم" التركية؛ مقال رأي للكاتب إيرغون ديلار، تحدث فيه عن العقوبات الخليجية ضد قطر والأطراف التي تقف خلف ذلك، ودواعي فرض هذه العقوبات، فضلا عن الأهداف المرجوة منها.

وقال الكاتب، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه بالإمكان إدراك الأطراف الكبرى المتنازعة في المنطقة من خلال الأحداث القائمة حاليا. وبالنظر إلى الأزمة القطرية، فإنه من الجلي أن قطر ليست ندّا للولايات المتحدة، وهذا ما يلفت الانتباه إلى وجود خطة خفية تسير الأحداث وتهدف لضرب دول أخرى.

واعتبر الكاتب أن وزارة الدفاع الأمريكية هي من خططت للحصار الأخير ضد قطر، وحسب بعض التقارير فإن هذه العملية قد حبكت على مدى خمس أو عشر سنوات. ووفقا لهذه الخطة، يتم التركيز على تنفيذ المخطط  الأمريكي في الدول التي ستتأثر بتداعيات الأزمة القطرية، وليس قطر في حد ذاتها. وعندما أدرك البنتاغون أن تأثير هذه العملية سيكون له وقع كبير على بعض الدول التي ترفض سياسة واشنطن في الشرق الأوسط، أعطى الإشارة لبدء العملية  وفرضت العقوبات على قطر.

وأوضح الكاتب أن هناك أهدافا أخرى مرجوة من الأزمة القطرية، من بينها عزم البنتاغون إيقاف الاستثمارات القطرية في العديد من الأقطار، لعل أبرزها بريطانيا وفرنسا والبرتغال وتركيا والبرازيل وإيران وتونس والسودان ولبنان وغيرها. ووفقا لآخر الإحصاءات، بلغت قيمة الاستثمار الأجنبي القطري حوالي 500 مليار دولار، ناهيك عن الاستثمارات السرية التي وصلت قيمتها إلى نحو 1.7 تريليون دولار. وبناء عليه، أراد البنتاغون إيقاف تدفق تلك الأموال وضرب الدول المنتفعة من الاستثمارات القطرية.

وبيّن الكاتب أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة للسعودية كان لها أهمية بالغة. وعلى الرغم من عدم وضوح تفاصيل القضايا التي طُرحت خلال لقاءاته مع المسؤولين السعوديين، "إلا أننا نستطيع أن ندرك الغاية التي جاء ترامب من أجلها".

ونسب الكاتب لترامب قوله: "قطر لا تريد العمل معنا، ولا تستطيع أي قوة في العالم إهمال الولايات المتحدة، وإن أهملونا فسيرون عاقبة ذلك في  قطر". وقال إن ترامب أراد إثبات قوته في الشرق الأوسط. كما أن هناك بعض التقارير التي تشير إلى أن ترامب هدد المسؤولين السعوديين خلال اجتماعاتهم في قصر اليمامة في الرياض.

وقال الكاتب إن الاتصال الذي أجراه ترامب مع العاهل السعودي الملك سلمان، بعد مقاطعة قطر، كان يهدف إلى التأكد من أن السعودية ستستمر في تطبيق وجهة النظر والسياسة الأمريكية المتفق عليها في زيارته الأخيرة للرياض. وبفضل الأزمة القطرية، سيشرع ترامب في تنفيذ المخطط السياسي الذي سيفرض به هيمنة واشنطن على قارة آسيا وأوروبا وأفريقيا بمشاركة حلفائها الإقليميين، كما قال.

وأشار الكاتب إلى أن معارضة حوالي عشرين دولة للسياسة الأمريكية حيال الموضوع القطري لم تكن في الحسبان. وبالتالي، سينتقل البنتاغون للخطوة التالية المتمثلة في إعلان قطر دولة داعمة للإرهاب من خلال وسائل الإعلام العالمية الموالية له، للتأثير على الرأي العام الدولي وإرساء ركائز سياسته. فضلا عن ذلك، تقضي خطة البنتاغون بالضغط على شبكة الجزيرة القطرية من أجل تغيير سياستها الإعلامية. وفي حال عدم قبولها لذلك، من المرجح أن يقع إغلاق شبكة الجزيرة وتُصبح من الماضي.

ونوّه الكاتب إلى أن محطة الفاتيكان، الثالثة في جولة ترامب الأخيرة، لم تكن محض صدفه، حيث أراد ترامب كسب الشريحة الكاثوليكية من المسيحيين في صفه لدعم سياسته. وكان الموضوع القطري أحد المواضيع التي تم مناقشتها مع بابا الفاتيكان، وذلك لأن قطر تملك استثمارات ضخمة في إيطاليا، وفق قوله.

والجدير بالذكر أن قطر تملك أسهم الماركة الإيطالية الشهيرة فالنتينو، بنسبة 100 في المائة، وتعتبر الشريك المهم الثاني في الماركة الإيطالية فرزاتشي، فضلا عن الأموال الضخمة التي تملكها الحسابات القطرية في البنوك الإيطالية. وإلى جانب ذلك، تملك قطر حصصا واستثمارات ضخمة في البرازيل والبرتغال، علما بأنها دول ذات أغلبية كاثوليكية.

وبيّن الكاتب أن تركيا تقف إلى جانب قطر في أزمتها الأخيرة، وذلك يرجع إلى الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في سياستها المتبعة ضد تركيا. وفي هذا الإطار، إن لم تعدل تركيا عن سياستها وواصلت دعمها لقطر، متحدية بذلك الولايات المتحدة، فإن هذا قد يصعب مهمة تنفيذ واشنطن لمخططها في المنطقة، بحسب الكاتب.
التعليقات (2)
زيدان
السبت، 10-06-2017 01:33 ص
ما يحير العقل كيف لدول مسلمة تتفق مع عدو من أجل ضرب مصالح دول مسلمة يارب اخدل من خدل المسلمين اللهم انتقم من ال سعود واعوانهم فقد طغو فوق الارض
ماهر عدنان قنديل
الجمعة، 09-06-2017 08:48 م
بعيدًا عن التقرير.. ما يحصل في الخليج اليوم لن يتعدى المعركة الباردة ولن يصل أبدًا إلى معركة ساخنة كما يحاول أن يوهمنا البعض هنا وهناك.. قلتها وأعيد الحرب ستبقى باردة إعلامية وثقافية وتغريدية ولكن لن تصل إلى أكثر من ذلك..