قضايا وآراء

"السلطان" أردوغان وخطره على الغرب!

جمال الدين طالب
1300x600
1300x600
لست "أردوغان- فيليا" ولا "أردوغان- فوبيا"، بكل موضوعية فالرجل له ما له وعليه ما عليه، وإن كنت أميل إلى طرح "ما عليه" في عدة قضايا، لكنني طرحت أكثر من سؤال وأنا أتابع ردود فعل الصحافة الغربية في مجملها، اليمينية منها أو اليسارية، وتناغمها في "شيطنة" أردوغان ومطامحه الديكتاتورية و"السلطانية"؛ بعد فوزه في استفتاء تعديل الدستور.

قد تكون كثير من الأقلام الغربية محقة في طرح تساؤلات مشروعة حول أردوغان والديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن يبدو متهافتا جدا، بل منافقا، أن يهاجم كاتب يساري بريطاني "الديكتاتور أردوغان"، بينما يدعم جلادا مثل بشار الأسد الكيماوي، ويجد له الأعذار والتبريرات بالأكاذيب والفبركات.

أما من جهة اليمين، فيبرز التهافت المَرَضي بأردوغان في صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، ففي مقال كأنه أُعد مسبقا لأنه نشر ورقيا في ظرف قياسي بعد سويعات من إعلان نتائج، اعتبرت الصحيفة فوز أردوغان في استفتاء تعديل الدستور "كارثة على الغرب"، واستحضرت التاريخ بخلفية دينية "صليبية"، بالزعم مثلا أن برنامج حزب "السلطان" أردوغان "العدالة والتنمية" يحث شباب تركيا على التطلع لتركيا قوية في 2071؛ بالتزامن مع ألفية سيطرة العثمانيين على "القسطنطينية" (اسطنبول حاليا) بعد الانتصار على الإمبراطورية البيزنطية المسيحية.

المفارقة أن الصحيفة "الأوروفوبية" تهاجم إبعاد أرودغان لتركيا عن الاتحاد الأوروبي الغربي "الديمقراطي"، وهي التي دعمت بشعبوية تفوق أردوغان الذي تنتقده، وبتضليل عنصري مفضوح أحيانا، حتى ضد المهاجرين الأوروبيين الشرقيين البيض، حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "غير الديمقراطي"، كما كانت وما زالت تصفه، وهي التي كانت تخيف البريطانيين بأنه إذا لم يصوتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن الأخير سيفتح الباب أمام تركيا وستجتاح بريطانيا أمواجا من المهاجرين الأتراك المسلمين! والغريب كذلك أن الصحيفة اعتبرت فوز أردوغان في الاستفتاء "غير مقنع" و"ضئيل جدا"، بنسبة 51.3 في المئة، مع أنها تقرييا نفس نسبة التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي اعتبرتها "الديلي ميل" انتصاراً ديمقراطيا للشعب البريطاني!

اللافت أن الصحيفة التي انتقدت، مثلها مثل صحف غربية أخرى، بخلفية تاريخية دينية "صليبية"، أروغان الذي يستعمل نفس الرمزيات التاريخية بشعبوية، لا تذكر مثلا أن الاتحاد الأوروبي في غالبيته الساحقة لا يريد حقيقة انضمام تركيا المسلمة إلى "نادي الاتحاد المسيحي"، وقد صرح بذلك بشكل صريح زعماء أوروبيون، بينما كانت بريطانيا الدولة الوحيدة التي كان لها موقف مرحب بانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

المفارقة كذلك أن "الديلي ميل" اهتمت وأبرزت الحدث الخارجي في تركيا في صفحاتها الأولى في الجريدة الورقية وموقعها الالكتروني، بينما لم تفرد نفس الاهتمام مثلا لقضية الإرهابي اليميني البريطاني العنصري الإسلاموفوبي؛ الذي اغتال بطريقة بشعة، وبدوافع سياسية عنصرية، النائبة البرلمانية البريطانية التقدمية جو كوكس.
التعليقات (1)
عبد الرحمن
الثلاثاء، 25-04-2017 09:27 م
لما قرءة بعض الأخبار و الهجمات على الرئيس اردوغان فقلت في نفسي سبحان الله هجمت شرسة على رجلا طبق الديمقراطية و حسب على طموحه لما كانت بلاده و شعبه و تركى اللص السيسي و كل امثاله و واستقبل في الدول الغربية و هو اكبر ديكتاتور الذي سرق الحكم من رئيس انتخب بنزاهة.