ملفات وتقارير

لماذا طالب إعلام الانقلاب باعتقال أبو الفتوح؟

أكاديمي مصري: المطالبة باعتقال أبو الفتوح استمرار لمسلسل تخويف الناس- أ ف ب
أكاديمي مصري: المطالبة باعتقال أبو الفتوح استمرار لمسلسل تخويف الناس- أ ف ب
تعرض المرشح الرئاسي الأسبق، رئيس حزب مصر القوية، عبدالمنعم أبو الفتوح، لحملة عنيفة من مؤيدي الانقلاب في مصر، على خلفية زيارته الحالية لبريطانيا، وإعلانه لقاء رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي في لندن.

وكان أبو الفتوح قد أكد في بيان سابق، أنه سيسافر إلى لندن بدعوة من معهد "تشاتام هاوس"، للمشاركة في ندوة عن الإسلام والديمقراطية، وأنه سيلتقي الغنوشي على هامش الندوة، لكن وسائل إعلام مؤيدة للانقلاب أكدت أنه التقى قيادات من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، على رأسهم أمين عامها المقيم في لندن إبراهيم منير.

ونقلت صحيفة "البوابة" المقربة من الأجهزة الأمنية، عن مصادر أمنية قولها إن "قيادات التنظيم الدولي ستعرض على أبو الفتوح أن يكون حزبه (مصر القوية) الواجهة السياسية للإخوان في الفترة المقبلة، بالإضافة إلى الحديث عن إمكانية خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة".

ورجحت الصحيفة قبول أبو الفتوح عرض الإخوان؛ بعد أخذ الضمانات اللازمة من الجماعة ومن بعض الدول الأوروبية التي تدعمها، على حد قولها.

وقال الصحفي أحمد رفعت، في لقاء مع قناة "صدى البلد" مساء الأحد، إن "أبو الفتوح لم يكتفِ بلقاء قيادات الإخوان في لندن، بل التقى أيضا مع ضباط في الاستخبارات البريطانية للاتفاق على خطة جديدة للتآمر على مصر".

بلاغات واتهامات بالجملة

وخلال اليومين الماضيين؛ شنت وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب حملة شرسة ضد أبو الفتوح، حيث وصفته صحيفة "اليوم السابع" بأنه "أراجوز الإخوان" و"جاسوس الجماعة"، مؤكدة أن قانون الطوارئ ينتظره عند عودته من لندن، في إشارة إلى اعتقاله.

أما صحيفة "صوت الأمة" فوصفته بأنه "محلل تحت الطلب"، وأنه يقوم بدور جديد لإعادة "الإخوان" إلى المشهد في ثياب حزب "مصر القوية". ووصفه موقع "دوت مصر" المقرب من الأجهزة الأمنية، بأنه "زائدة دودية إخوانية" يجب استئصالها، وأنه "صاحب ألف وجه".

وتقدم أحد المحامين ببلاغ السبت الماضي لنيابة أمن الدولة ضد أبو الفتوح، مطالبا بـ"إدراج اسمه على قوائم ترقب الوصول، والقبض عليه فور عودته، وتقديمه للمحاكمة الجنائية العاجلة؛ لاتصاله بمنظمات إرهابية خارجية، والاستقواء بها لزعزعة الأمن والاستقرار، وتهديد وترويع المواطنين".

وطالب أعضاء في مجلس نواب الانقلاب بتطبيق قانون الطوارئ على أبو الفتوح، واعتقاله فورا. وأكد النائب فايز أبو خضرة أنه "ينفذ أجندة الجماعات الإرهابية، ويمثل خطرا كبيرا على الدولة"، وتساءل وكيل لجنة حقوق الإنسان بالمجلس محمد الغول: "كيف يترك هذا الرجل يخرج ويدخل للبلاد رغم إعلان حالة الطوارئ؟".

من جانبه؛ نفى نائب رئيس حزب مصر القوية، محمد القصاص، لقاء أبو الفتوح بأعضاء في التنظيم الدولي للإخوان أثناء زيارته الحالية للندن، مؤكدا في تصريحات صحفية أن "أبو الفتوح قطع علاقته نهائيا بالإخوان ولن يكون له أي تواصل مستقبلي معهم".

تخويف للناس

وتعليقا على هذا الهجوم؛ قال أستاذ العلوم السياسية مصطفى علوي، إن "كثيرا من مؤيدي النظام، من إعلاميين وسياسيين وبرلمانيين، يوجهون تهم العمالة والإرهاب لكل من كانت له صلة بجماعة الاخوان"، مؤكدا أن "ما يحدث هو محاولة تشويه ليس أكثر، واستمرار لمسلسل تخويف الناس من أن هناك دولا وأجهزة خارجية تتآمر عليهم".

وتساءل: "كيف ينادي البعض الآن باعتقال أبو الفتوح الذي ترك الإخوان منذ عام 2009، وخاض انتخابات الرئاسة بعد ثورة كانون الثاني/ يناير كمرشح مستقل، وحصل على أربعة ملايين صوت؟".

وأضاف لـ"عربي21": "أبو الفتوح رجل سياسي وطبيب، وله نشاطاته السياسية والمهنية، ومن الطبيعي أن يلتقي بشخصيات سياسية في الخارج"، مطالبا "من يملك أي أدلة تدينه أو تثبت تورطه في أي عمل إرهابي؛ بالتقدم بها للجهات القضائية لتتولى التحقيق معه فيها".

كره للإسلاميين

من جانيه؛ أوضح الباحث السياسي جمال مرعي، أن "هناك وسائل إعلام بعينها تنتظر الإشارة من أجهزة أمنية لتشويه شخصيات سياسية محددة"، مستبعدا أن يقدم النظام على اعتقال أبو الفتوح.

وأكد لـ"عربي21" أن "هذه الدعوات تكشف الكره الدفين لأي شخص ينتمي للتيار الإسلامي"، معربا عن عن استغرابه من الأصوات الداعية لاعتقال أبو الفتوح، على الرغم من عدم توجيه تهم حقيقية له أو لحزبه.

وأشار مرعي إلى أن "أبو الفتوح لم يتم منعه من السفر، كما أن حزبه ما زال يمارس نشاطه بشكل قانوني، ولو كان متورطا في أي شيء يخالف القانون خلال السنوات الأربع الماضية؛ لكننا رأيناه في السجون بجوار كثير من القيادات الإسلامية التي لها تأثير في المجتمع أكبر بكثير من أبو الفتوح نفسه".
التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 24-04-2017 09:17 م
إعلام عميل ومنافق مثل سيدة السيسي عميل الموساد الإسرائيلي ، فنتين ياهو ، هو الذي يخطط و ينفذ من وراء الكواليس .