بورتريه

روحاني.. عودة "ملغومة" لكرسي الرئاسة في إيران (بورتريه)

هل يفوز روحاني بولاية جديدة؟ - عربي21
هل يفوز روحاني بولاية جديدة؟ - عربي21
براغماتي في سياساته الخارجية وعلاقاته الداخلية..

قادر على إرسال برقيات تطمين للعرب وللسنة في إيران، لكنها رسائل تخطئ العنوان ومربكة أيضا..

يرسل برقيات مقلقة وشوفينية متعصبة عبر أكثر من طرف رغم أنه محسوب على "التيار الإصلاحي"، ويصنف كسياسي معتدل.

في فترة رئاسته لإيران تمادت بلاده كثيرا في رسم حدود الفوضى والدم في الوطن العربي.

يلقبونه بـ"الشيخ الدبلوماسي" بعد أن تولى منصب كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، رغم أنه يحمل لقب "حجة الإسلام".

اعتمد سياسة بناء جسور ثقة مع الغرب، ونجح في إبعاد الملف النووي الإيراني عن دهاليز مجلس الأمن، وأبقاه على طاولة الحوار مع الدول الكبرى ضمن معادلة (5+1).

أبدى رغبة في الانفتاح وناكف سياسة التهديد بالحرب و"شيطنة الغرب" التي كان يتبعها سلفه محمود أحمدي نجاد.

وافق في العام 2003، خلال محادثات مع الغرب، على تعليق تخصيب اليورانيوم وتطبيق البروتوكول الإضافي لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية والسماح بعمليات تفتيش غير معلنة مسبقا للمنشآت النووية الإيرانية، وأكسبه هذا القرار "احترام "الغربيين، لكن "المحافظين" اتهموه بالوقوع تحت "سحر ربطة عنق وعطر جاك سترو" وزير الخارجية البريطاني حينها.

حسن روحاني، المولود عام 1948 بالقرب من محافظة سمنان شمال إيران، الرئيس السابع للجمهورية الإيرانية، شغل منصب عضو في مجلس الخبراء الإيراني منذ عام 1999، وعضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام منذ عام 1991، وعضو المجلس الأعلى للأمن القومي منذ عام 1989.

انخرط في سلك الدراسات الدينية في الحوزة العلمية في عام 1960، ثم انتقل إلى مدرسة قم في عام 1961 ودرس فيها المقررات الحديثة. ودرس في جامعة طهران في عام 1969، وحصل منها على درجة البكالوريوس في القانون القضائي عام 1972.

واصل روحاني دراسته في جامعة "غلاسكو كالدونيان" عام 1995 مع أطروحة الماجستير بعنوان "السلطة التشريعية الإسلامية مع الإشارة إلى التجربة الإيرانية"، ثم حصل على درجة الدكتوراه في عام 1999، يجيد اللغة العربية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والروسية.

كان نائبا في مجلس الشورى الإيراني لخمس دورات برلمانية، وشغل منصب نائب رئيس مجلس الشورى في دورتيه الرابعة والخامسة، كما أنه شغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي لمدة 16 عاما خلال دورتين رئاسيتين لكل من هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي.

 وفي فترة توليه منصب كبير المفاوضين النوويين في عام 2003 إلى عام 2005؛ بدأ العالم يركز أنظاره على إيران والبرنامج النووي الإيراني، وبدأ نجم روحاني يلمع أكثر من ذي قبل.

رشح نفسه في عام 2013 لمنصب رئاسة الجمهورية بدعم كبير من رجال الدين في إيران، وأعلن عن فوزه بمنصب الرئاسة بنسبة 50.68% من الأصوات من الدورة الأولى، وقال مراقبون إنه استفاد من انقسام معسكر المحافظين وانسحاب المرشح الإصلاحي الوحيد محمد رضا عارف من السباق.

ولم يكن من المرشحين المفضلين لدى خامنئي مقارنة مع سعيد جليلي، المعروف بآرائه المتشددة المتوافقة مع السياسة الإيرانية الواقعية والموضوعية التي تتسم بها شخصية روحاني، ودفعت التيار الإصلاحي المبعد من الساحة السياسية، والذي ينظر إليه "المرشد" بوصفه "الابن الضال"، ليرى في روحاني المنقذ الوحيد المتبقي للعودة من خلاله إلى أروقة صنع القرار.

وكان روحاني قد ركز حملته الانتخابية على مبدأ "الإدارة الجديدة لشؤون الدولة" بعيدا عن المشادات الكلامية والصراعات السياسية، وقال في أحد تصريحاته سيكون: "مكملا لسياسات رفسنجاني وخاتمي"، دون أن يذكر الرئيس السابق المحافظ محمود أحمدي نجاد بأية كلمة إيجابية.

روحاني يبدو صريحا ومباشرا أكثر من باقي أركان حكومته، خصوصا بعد سيطرة حلفاء إيران الحوثيين على صنعاء، وكذلك الأمر في سوريا.

الإيرانيون، كما هو معروف، لا يأبهون بهذه الحسابات السياسية الإقليمية والدولية، فاهتمامهم الأول والأخير منصب على الشؤون الداخلية، خاصة الاقتصاد، وغالبيتهم غير راضين عن إنفاق الحكومات المتعاقبة لأموال الشعب على "حزب الله" وعلى إشعال الحروب في المنطقة.

روحاني أخفق حتى الآن في خلق مجتمع ديمقراطي أكثر حرية منذ فوزه في الانتخابات، ذلك الفوز الذي قام على أساس برنامج تقدمي، وهو ما قاومته بشدة أجهزة الأمن القوية والقضاء والتيار المحافظ.

وبينما تسعى إيران إلى تطوير أنشطتها وبرنامجها الصاروخي، أشارت بيانات رسمية إلى تعاظم المشكلة الاقتصادية في البلاد، خاصة في ما يتعلق بانتشار البطالة.

وقال معهد "الدفاع عن الديمقراطية" في واشنطن، إن الميزانية المقررة تعزز هيمنة الحرس الثوري على القوات المسلحة وتزيد من نفوذه على نطاق واسع في البلاد.

وخصصت إيران في موازنتها للعام الجديد، مبلغ 14 مليار دولار لميزانية الدفاع، حيث ذهب 53% منها إلى الحرس الثوري خاصة دعم أنشطة الصواريخ الباليستية.

ولفت المعهد إلى أن زيادة ميزانية الحرس الثوري تعني كذلك استمرار تمويل تدخلات طهران في دول المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

يأتي ذلك في وقت تعاني فيه البلاد من تراجع اقتصادي ملحوظ انعكس سلبا على سوق العمل والأوضاع المعيشية الصعبة.

وقالت النائبة الإيرانية هاجر تشناراني إن البلاد تمر بأزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ أعوام، ووصفت الوضع في البلاد بأنه "مقلق جدا".

وتواجه إدارة الرئيس الإيراني حسن روحاني اتهامات بعدم إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية المتراكمة في البلاد، خاصة تفشي نسب البطالة ومشاكل الانكماش الاقتصادي.

وكان وزير العمل الإيراني حسن ربيعي قال في تصريحات سابقة، إن عدد العاطلين عن العمل يزداد شهريا ليصل إلى حوالي 605، ما يشير إلى حجم مشكلة البطالة المتفشية التي تعاني منها إيران.

وكشف موقع إيراني مقرب من الحكومة الإصلاحية، أن مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، يعمل على تنفيذ مخطط لهزيمة روحاني في الانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها في أيار/ مايو المقبل.

وقال موقع "سحام نيوز" التابع للزعيم الإصلاحي مهدي كروبي، إنه حصل على معلومات تفيد بأن هناك مخططا، للتدخل في الانتخابات، تم وضعه قبل عدة أشهر، وبدأ مكتب خامنئي بالعمل عليه، على الرغم من أن خامنئي والمؤسسات التابعة لمكتبه أعلنوا جميعهم أنهم لن يتدخلوا في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأضاف الموقع أن خامنئي، في إطار "المخطط"، يسعى لترشيح سبع أو ثمان من الشخصيات النافذة التي بإمكانها كسب أصوات الناخبين، حتى تتوزع الأصوات ويحصل روحاني على أصوات قليلة، لتنتقل بعدها الانتخابات الرئاسية إلى المرحلة الثانية.

وأوضح "سحام نيوز"، أن "مخطط" المرشد، وفي أسوأ الأحوال، سيجعل روحاني يصل إلى كرسي الرئاسة بأقل الأصوات، هذا إذا فاز.

وقارن الموقع "مخطط" خامنئي بـ"مخطط" الحرس الثوري الذي تم تنفيذه عام 2009، وقال: "هندسة الانتخابات الرئاسية أفضت إلى منح الفوز لأحمدي نجاد عن طريق الحرس الثوري الإيراني، والأسلوب الذي يُتبع الآن من قبل مكتب المرشد مشابه إلى حد كبير لذلك المشروع".

وتشهد الساحة السياسية الإيرانية صراعا حادا بين الإصلاحيين ومرشحهم روحاني، وبين الحرس الثوري والمحافظين.

ويحذر المتابعون للشأن الإيراني من احتجاجات واسعة ضد الحرس الثوري وخامنئي شخصيا، إذا تم تزوير الانتخابات كما جرى في 2009.

ولا تبدو طريق روحاني لفترة رئاسية ثانية معبدة،  فالحفر والجدران التي يقيمها خامنئي والمحافظون أمام عودته، وضعف الأداء الاقتصادي الضعيف ستكون عقبات قد تضرب بخيام معسكره وتجعله في مهب رياح "الحرس الثوري".
التعليقات (0)