ياسين التميمي يكتب: بدأ الحوثيون يشعرون بأنهم مجبرون على إعادة النظر في سياسة الاستعلاء وعدم الالتزام تجاه الشريك الوطني الذي تمثله الحكومة الشرعية، لأنهم حصلوا على كل ما أرادوا الحصول عليه بفضل الغطاء الأمريكي الماكر والانصياع الإقليمي الممزوج بالانتهازية، في حين أن واشنطن تضغط اليوم لسحب المزايا الممنوحة للحوثيين في إطار خطوات بناء الثقة
ياسين التميمي يكتب: الأزمة والحرب في اليمن تطورت بشكل دراماتيكي، وعكست في كل المراحل الأنانية الدولية الإقليمية والاستهانة باليمن وشعبها، وكرست للأسف تشظي وارتهان القوى الوطنية وتوزعها على مشاريع؛ جميعها تمضي قدما في تمزيق التركيبة الجيوسياسية..
ياسين التميمي يكتب: التهديد الأبرز لكيان الدولة اليمنية يأتي اليوم من مشروعين سياسيين مدججين بالسلاح ومتحكمين بالجزء الأكبر من الجغرافيا والسكان، أحدهما يقوده الحوثيون وغايته إعادة إحياء دولة الإمامة الزيدية؛ مع ميل نحو تكريس نموذج سلطوي أكثر تعقيدا يستلهم نموذج الجمهورية الإسلامية الإيرانية. أما المشروع الثاني فهو دولة غير واضحة الملامح في جنوب اليمن بقيادة المجلس الانتقالي؛ الذي يشكل إلى جانب جماعة الحوثي الاستثمار الجيوسياسي الإقليمي الأكثر عدائية للدولة اليمنية ونظامها الجمهوري وللوحدة اليمنية.
ياسين التميمي يكتب: يتعين علينا عدم التقليل من أهمية ما تسعى إليه الإدارة الأمريكية اليوم من تحوير خطير لمحددات وأسس ومرجعيات السلام، ومن إعادة تكييف للاستحقاقات المرتبطة بإنهاء لأزمة والحرب في اليمن..
ستصبح صنعاء ملاذاً ليس فقط للمعارضين السياسيين من السعودية وغيرها من دول المنطقة، ولكن أيضاً ستتحول -ـ نرى اليوم ـ إلى غرفة عمليات متكاملة لإدارة مشهد الفوضى في المملكة والمضي في خطة تمكين الأقليات الشيعية في المنطقة، ومنحها عمقاً جغرافياً للتصرف والتأثير..
ياسين التميمي يكتب: تداعيات حرب غزة ربما تدفع باتجاه إحداث تحول قد لا يصب في مصلحة الكيانات ما دون الدول؛ التي مُنحت طيلة العقدين الماضيين دورا مؤثرا في توجيه مسار الأحداث على مستوى المنطقة، ولعب دور حاسم في الصراعات، ومنها جماعة الحوثي وحزب الله وغيرها..
ياسين التميمي يكتب: المهمة الحربية الأمريكية في البحر الأحمر، رغم أنها تجعل أمريكا على قدم المساواة مع السعودية في الاستهداف العسكري للحوثيين، إلا أنها وضعت السعودية مجددا تحت القدر نفسه من الضغط، المهدد لمصالحها المباشرة، لأنها عطلت جهود إنفاذ خارطة الطريق التي كادت أن تتحول بفضلها الرياض إلى وسيط إقليمي لصيق بالجغرافيا اليمنية..
ياسين التميمي يكتب: أمريكا وحدها تتحمل مسؤولية الشلل الاستراتيجي الذي يعاني منه هذان البلدان المركزيان في منطقة الشرق الأوسط. وللأسف كل ذلك يحدث فيما تعتبر السعودية ومصر حليفتين لواشنطن، ونقطتي ارتكاز في سياساتها؛ التي اتجهت في العقدين الأخيرين نحو دمج الكيان الصهيوني في المنطقة، ضمن معادلة جديدة..
ياسين التميمي يكتب: بقدر ما يمثل عدم تعافي السلطة الشرعية ومعسكرها مؤشرا على تضاؤل فرص الذهاب إلى سلام في اليمن، فإن الانعكاسات الأسوأ على عملية السلام المتعثرة؛ التي ترعاها الأمم المتحدة، تأتي من النشاط العسكري للحوثيين في البحر الأحمر..
ياسين التميمي يكتب: إن أكثر ما يستفز اليمنيين اليوم أن بلدهم أصبح ساحة مستباحة لنفوذ الدول الأجنبية من أمريكا إلى إيران مرورا ببريطانيا والسعودية والإمارات، وما يحدث اليوم يؤشر إلى المخاطر الناجمة عن غياب الدولة اليمنية الذي تتحمل تلك الدول المسؤولية المباشرة عنه، فقد تآمرت على اليمن بمستويات متفاوتة، وهندست المشهد اليمني ليبدو عبثيا بالقدر الذي نراه اليوم والذي سمح للحوثيين بالتحكم بمقدرات دولة والتصرف كتنظيم ما دون الدولة
ياسين التميمي يكتب: سيكون من الصعب اليقين بأن واشنطن قد تُقدم على تغيير جذري في سياساتها تجاه جماعة الحوثي أو إيذائها بضربة عسكرية مميتة، وإن تحقق ذلك فستكون ضربات غير مؤثرة، وسيتحقق للحوثيين ما يريدونه إذ سيثبتون للآخرين أنهم في حالة مواجهة حقيقية مع أمريكا..
ياسين التميمي يكتب: جاء إعلان المبعوث الأممي بمثابة إجراء سياسي دعائي مفصول عن المصالح الجوهرية لـ30 مليون يمني الذين أشار إليهم البيان، فهناك رغبة ملحّة من الجانب السعودي وربما من الجانب الأمريكي والوسطاء لتثبيت خطوة ذات جدوى في مسار الأزمة والحرب في اليمن..
ياسين التميمي يكتب: كل شيء يدل على أن السعودية تبحث بكل الوسائل عن الخلاص من التبعات المباشرة للحرب والتحلل من أعبائها، وتجذير نفوذها التقليدي في اليمن، والذي من المؤكد أنها ستمارسه منذ الآن على أطراف متقاتلة وأرضية محترقة وجغرافيا مفككة..
ياسين التميمي يكتب: ها هي السعودية تنهي هذا التدخل بنتائج تعمق أزمة اليمن وتوسع خطوط الصدع بين المشاريع السياسية المصطنعة وتطلق العنان للطموحات الطائفية لبعض أسوأ اللاعبين الداخليين، لتنصرف هي كما تزعم إلى الانشغال بطموحاتها الاقتصادية وتعزيز مكانتها الدولية..
ياسين التميمي يكتب: حتى الآن لا يبدو أن هناك تهديدات جدية للهجمات الحوثية على الكيان الصهيوني، ولا تتوفر دلائل قوية على أن الحوثيين يمكن أن يدفعوا ثمنا فوريا لتدخلهم العسكري في معركة طوفان الأقصى، أو أن مركزهم العسكري سيتأثر في الساحة اليمنية نتيجة إجراءات قد تتخذها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني..
ياسين التميمي يكتب: ما من دلائل قطعية على جهد عسكري حقيقي للحوثيين في إسناد معركة غزة، في ظل الجدل الذي نشأ على خلفية وصول أجسام متفجرة غريبة إلى كل من طابا ونويبع المصريتين..