ساري عرابي يكتب: لا يمكن فصل هذا الإجراء الذي يحرم "الأونروا" من أكثر من 80 في المئة من تمويلها؛ عن الحرب الجارية على أكبر معسكر للاجئين الفلسطينيين، والذي هو قطاع غزّة، ممّا يعني أن قرار الدول المذكورة، يندرج في سياق تعزيز الجهد الحربي الإسرائيلي، وتشديد الحصار على الفلسطينيين، وذلك لكون المساعدات الداخلة إلى قطاع غزّة في أثناء الحرب تُوزّع من خلال "الأونروا"، الأمر الذي يعني أن العقاب المفروض على الوكالة؛ بالضرورة يفضي إلى تقليص المساعدات أثناء الحرب
ساري عرابي يكتب: لا جديد في الموقف العربيّ وبلادته، الفرق هذه المرّة في حجم المذبحة، وفي كونها مشاهدة بالبث الحيّ ومباشرة في زمن الإنترنت والبث الفضائي، وأنّ النظام العربيّ هذه المرّة صريح في الانحياز العمليّ إلى "إسرائيل"، فلم نعد في زمن المقاطعة العربية لـ"إسرائيل"، بل في زمن التطبيع العربي التحالفي معها
ساري عرابي يكتب: لا شيء أثمن ولا أقوى من هذا الصمود، ينتزع به المرء إنجازه، أو في أقلّ الأمر يحافظ به على كرامته واحترامه لنفسه، لذلك، لا عجبَ أنّ بعض المثقفين والمعقبين على الشأن العام، وعلى هذه الحرب الدائرة، حتى من موقع الانتصار للمظلومين، لا تجد لهم في رؤاهم القلقة والمضطربة مكانة للصمود؛ قيمة ومعنى
ساري عرابي يكتب: في مقابل إهانة الفلسطيني وتحقيره كان دائما تبجيل المستعمر من حيث "تحضّره وتقدّمه"، وما يوفّره التطبيع معه من فرص للازدهار، مقابل ما تسبّبه القضية الفلسطينية من خراب! وذلك كلّه كان يأتي بلا سياقات واضحة، مما يعني أن تحطيم القضية الفلسطينية كان مشروعا فعّالا باستمرار على أجندة نخبة الحكم الراهنة في بعض البلاد العربية.
ساري عرابي يكتب: حقّ الشعب الفلسطيني، بحسب ترتيب الراشد، يأتي في ذيل الأهداف، لأنّ هذا الهدف الذيلي مُقدّمة لأهداف أهمّ، وهي منع وجود مثل حماس ولضمان الأمن الوجودي لـ"إسرائيل"، التي يبدو وكأنّ وجودها أكثر أصالة من حقّ الشعب الفلسطيني "المكتسب بقرارات الأمم المتحدة"!..
ساري عرابي يكتب: نقاش الهدن الإنسانية غير المشروطة، لا سيما إن كانت قابلة للتمديد ولأن تكون أساسا لوقف إطلاق النار، مختلف عن مناقشة المقترحات المُقدّمة أخيرا، أمّا ملف الأسرى فالتعاطي معه في ظلّ إطلاق النار هو تعاط مع حاجة إسرائيلية لا فلسطينية، وأيّ حديث عن ترتيبات سياسية مع استمرار إطلاق النار عبث وانخراط في الجهد الحربي الإسرائيلي لتحقيق أغراضه السياسية
ساري عرابي يكتب: من الواضح أنّ النقاش الرافض لتلك التصوّرات كلّها، من أعلاها تفاؤلا إلى أكثرها استعدادا للأخذ بالمقترحات المسماة تاريخيا بالواقعية، هو نقاش في واقعيتها، وعليه فليس ثمّة معنى للجهد الذي يبذله بعضهم عادة للتبشير بالواقعية، فالواقعية في المضمون وفي الإمكان، وليست في المبدأ..
ساري عرابي يكتب: توفّر الملحمة الغزّية، وعلى فداحة هولها؛ فرصة مجدّدا لأجل استئناف حالة سياسية شعبية تنهض بالجماهير العربية في مواجهات سياسات الطمس والهندسة، وهذا لا يتأتّى إلا من الوقوف المباشر على أسباب الخلل، والدفع نحو أفكار لتطوير التنظيمات..
ساري عرابي يكتب: لم يكن تدخل المركز إسنادا للوكيل الإمبراطوري المترنح فحسب، ولكن أيضا دفاعا عن الهيبة الآخذة في التآكل، ويمكن الاستعانة بمقولة للمتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الصينية ووتشيان، تلخّص ذلك كلّه، إذ يقول: "الولايات المتحدة مدمنة على الحرب"
ساري عرابي يكتب: أليس الحديث عن حلّ الدولتين أثناء الإبادة الماديّة هو ضرب من الإبادة المعنوية، في قلبها يأتي الاصطفاف الدعائي لدول عربية من خلال مؤسّساتها الإعلامية وذبابها الإلكتروني في خندق المجزرة الإسرائيلية، فضلا عن إمعان الحصار من مصر على غزّة؟!.
ساري عرابي يكتب: موقع الخطاب وتأثيره سيختلف تماما لو كان في بداية الحرب، فإنّ مضمونه مفيد جدّا ساعتها لمستوى تدخل الحزب، ويعطي معنى أهمّ للغموض البنّاء وقيمة فعّالة لمقولة الاحتمالات المفتوحة، أمّا بعد شهر فإنّ المضمون بات أقرب إلى الطمأنة المجانية للعدوّ..
ساري عرابي يكتب: تملك فلسطين هذه الطاقة الهائلة على جمع العرب والمسلمين، بالرغم من جبروت النفي الإسرائيلي والغربي، وما يتصل به من انحطاط أخلاقي عالمي، ويلحقه من تبعية التواطؤ العربي الرسمي؛ لتتضافر جميع عوامل الجمع والتقريب والصهر فيها..
ساري عرابي يكتب: إن كانت الإمبراطورية الأمريكية بخبرتها الإمبريالية قادرة على تحويل الحرب إلى فرصة، فهل تمنح هذه الحرب القوى الإقليمية، فرصة لتحسين مكانتها وتعزيز مواقعها؟! بالتأكيد، إلا أنّ المشكلة في إرادتها لا في قدرتها، وربما أيضا في تواطئها..
ساري عرابي يكتب: تبحث "إسرائيل" ومعها أمريكا عن الشروط الممكنة لعملية برّية تحقّق صورة الانتصار بأقلّ كلفة ممكنة، وما هو واضح أنه دخول متدحرج يسعى (ويا للمفارقة) إلى تقليص الفجوة، الفجوة مع المقاتل الذي لا يكاد يملك شيئا، تقليص الفجوة بمضاعفة الاستناد للقوّة..