الأمل والإرث الكبير معنى وصورة، والموقف المحترم، ولو بالصمت والخروج والنجاة من فخّ الاستقطاب، والإشفاق على مشروع كانت تنهشه مخالب الانحطاط، كل ذلك يستدعي هذا الحزن كلّه،
إذا كانت سياسات أردوغان محكومة بمجال عمله، وهو الدولة التركية، ومضطرة لمراعاة حساسيات هذا المجال، فإنّ الإسلامي العربي، ومن باب أولى الفلسطيني، ينبغي أن يضطر إلى مجال عمله هو، أي الحساسيات العربية الأقرب إلى فلسطين..
السعي لاحتواء الثورات العربية عزّز من تحالف قوى الاستبداد في النظام الإقليمي العربي مع الاستعمار، وهذه المرّة مع الاستعمار المباشر في قلب المنطقة العربية، أي مع "إسرائيل". فالقضاء على الرأي العام العربي، والإجهاز على التحوّل الديمقراطي في البلاد العربية، كان مصلحة مشتركة واضحة بين الاستبداد والاحتلا
عودة العلاقات الخليجية المحتملة، بحسب المؤشّرات المتصاعدة، من شأنها أن تحدّ من مستويات الرداءة غير المسبوقة، في الخطاب العامّ الذي يستهدف وعي الجماهير الخليجية خصوصاً، والعربية عموماً، وإن كان من غير المتوقع أن تختفي هذه الرداءة، لأنّ سياسات دول الحصار ما زالت، كأيّ سياسات غير عقلانية
في التحليل السياسي، يمكن أن نحصر أهداف زيارة نتنياهو للسعودية في سياق ترتيب مواجهة إيران، وإدارة العلاقات التطبيعية في ما تبقّى من وقت لإدارة ترامب. ويمكن القول إنه لقاء الخاسرين من خروج ترامب للاتفاق على المرحلة القادمة، وهذا كلّه على أهميته الآنية، يأتي في سياق أكبر، وهو وجود تحالف تأسيسي
سياسات أنظمة الثورة المضادة، المتحالفة عضويّا مع "إسرائيل" وقوى اليمين الشعبوية في العالم، بما تنتجه، بالضرورة، من دعاية مسمومة، لا تشوّه الوعي فحسب، ولكن تصيب العقل في مقتل، بما يجعل التشافي العام من أمراض العقل المبثوثة في المجال العربي يأخذ وقتا طويلا..
كان الإنجاز العامّ، إنجاز الجماهير خالصا بلا رتوش، فهو انتصار متجرّد لرسول الله صلّى الله عليه وسلم، وبالنسبة للإنجاز الخاص فقد كانت له حسبته السياسية المفهومة عند الساسة، وغير المفهومة عند الجماهير
المفارقة اليوم، أنّ الخصوم الذين يتهمون الإخوان بمضاهاة أنفسهم بالإسلام، هم الذين يقصرون، بلسان الحال ولحن الخطاب، الإسلام على الإخوان، ويخرجون أنفسهم من قضايا المسلمين، بالانحياز الصريح لقوى اليمين العالمية المعادية للإسلام
لا يمكن، من هذا الخطاب، إلا الخروج بخلاصة واحدة، وهي أنّ الحياة عند أعضاء المحور العربي لا تعني إلا "إسرائيل". كلّ شيء غير "إسرائيل" اختناق وموت، أو كلّ وجود بعيدا عن "إسرائيل" هو الموت ذاته
ما قاله بندر بن سلطان تأدية لوظيفة رسمية، تعلن عن اصطفاف السعودية في خندق التطبيع، وأمّا المستوى الهابط في ما قاله فهو منسجم مع طبيعة المرحلة ومتصدريها
ثمة مشتركات إذن بين اليمين الفرنسي واليمين العربي الرخيص، من أبرزها الغرام بـ"إسرائيل"، فانتقاد "إسرائيل" سياسيّا، بات الآن، معاداة للسامية في فرنسا، بينما انتقاد الإسلام دينا مشروع دولة، وهو أمر يكاد يستقرّ في خطاب اليمين العربي المتمحور حول الحاكم الرخيص، والكاره للذات العربيّة والإسلامية
ما ظهر من حوارات حماس وفتح في إسطنبول، هو اتفاقهما على البدء بانتخابات تشريعية للسلطة الفلسطينية، حلاّ للأزمة الذاتية الفلسطينية، وبناء لقاعدة وطنية يمكن التأسيس عليها لمواجهة التحدّيات التي تهدّد القضية الفلسطينية بالتصفية..