أرقام مرتفعة جدا لعدد المقاتلين الأجانب في سورية ضد النظام السوري، تلك التي نشرها مركز الدراسات الألماني "فيريل" عبر تقرير صدر مؤخرا، وتحدث عن قرابة 360 ألف مقاتل أجنبي في سورية.
بخلاف حسابات الروس ونظام الأسد وما رافقها من توقعات حاسمة بانتهاء ثورة مدينة حلب، فإنّ هناك إصراراً استثنائياً من قبل المعارضة والأهالي المحاصرين على الدفاع عن أنفسهم وأحيائهم، بالرغم من حجم القصف المدمّر الروسي على المدينة، التي تحولت مبانيها إلى ركام حقيقي.
لا يخلو مشهد المعارضة المسلحة من أخطاء وخطايا، وهي مئات الفصائل وآلاف المقاتلين، اختلط فيها الحابل بالنابل، ودخلت في صدامات داخلية عنيفة، في كثير من المناطق؛ لذلك، من الصعب أن نزعم بأنّ كل ما تقوم به هو عمل ثوري نقيّ.
تموج المنطقة العربية اليوم في بحر من الانقسامات والصراعات والاستقطابات الداخلية. النزاع الأكثر بروزا على السطح خلال الفترة الماضية، ويشكّل هاجسا حقيقيا لمستقبل المنطقة العربية، يتمثل في تفشّي النزعة الطائفية والصراع السني-الشيعي المدمّر .
أما وقد أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجوم "الركبان" الانتحاري، ضد نقطة عسكرية حدودية أردنية، فنحن، إذن، أمام "نقطة تطوّر" في منسوب وحجم وكثافة الصراع مع التنظيم، إقليميا وداخليا.
لم يكن الأردن بحاجة إلى العملية الإرهابية الأخيرة أو إلى سقوط الشهداء والمصابين حتى يعلن الحرب على "داعش"، فهو في حالة حرب معه منذ قرابة عامين. لكن قواعد الحرب ستتغير.
بالضرورة، الإنترنت وسيلة مهمة اليوم في توفير التواصل بين أفراد هذه المجموعات، وفي نقل الرسائل المشفرة والمعلنة، وفي نشر دعاية التنظيم. مع ذلك، يبقى هناك أمر مهم، وهو "محتوى الرسالة" نفسها أو "الرواية" التي تمكّن التنظيم من اجتراحها وأقنعت هؤلاء الشباب، بينما فشلت رواية الدول العربية والجهود الغربية
الغريب أنّ تنظيم "داعش" استطاع العزف بمهارة على هذه الأوتار الرمزية، عبر استدعاء فكرة إقامة الشرع وتطبيق الدين وقيام دولة الخلافة الإسلامية، وخاطب المخيال الخصب لهؤلاء الشباب، وأصبح لديهم كأنّه المشروع الذي يبحثون عنه.
ما يزال حجم الخطر الداخلي محدوداً، لخبرة الأجهزة الأمنية وجهودها. لكن هذا لا يكفي. إذ من الضروري أن نفكر جدياً بالجهود النوعية في فهم الفكر وتفكيكه، والبحث في شروطه وأسبابه، وفي تبني خيارات تحصّن الشباب وتساعدهم على إيجاد خيارات واقعية وعقلانية.
من السهولة أن نلجأ إلى "الصورة النمطية" (Stereotype) لنقول إنّها أسباب مادية؛ هم فقراء، غير متعلمين، لديهم ميول إجرامية، أو نريح أنفسنا من عناء البحث لنرمي الجمل بما حمل على كاهل المؤامرة الكونية التي تستهدفنا، ولا نعرف من يتآمر على من!
القلق على مصير قيادة "القاعدة" في أفغانستان، وعدم الأمان في باكستان، والتقهقر في ساحات كثيرة، يجعل من سوريا احتمالاً رئيساً لتكون ملجأ "القاعدة" في المرحلة المقبلة.
أبعد ما يكون الفيلم القصير الذي أنتجه البيت الأبيض، ويبحث فيه الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما، عن عمل بعد انتهاء رئاسته للولايات المتحدة الأميركية، عن السخرية، التي إن وجدت فهي من الدول غير الديمقراطية التسلطية!
للأسف، عدد كبير من القيادات المرشّحة لأن تقود الجماعة مثلما فعل الغنوشي إلى الطريق المطلوبة، خرجت من رحم الجماعة. لكن الشعبية بقيت للقيادات الحالية، التي ما يزال فيها من يملك إدراكاً سياسياً يحتاج منه إلى جرأة أكبر في طرح جديد.
تأتي التطورات الدراماتيكية في علاقة الدولة بالإخوان، ثم إغلاق قناة اليرموك، والتساؤلات حول مستقبل حزب جبهة العمل الإسلامي، في الوقت الذي تترقب فيه الأوساط السياسية والإعلامية والمراقبون الدوليون تحديد مواعيد الاستحقاقات الدستورية.
ثمّة مفارقة لطيفة خطرت لي وأنا أقرأ في مذكرات عبدالسلام ضعيف؛ الوزير والسفير السابق في حركة "طالبان" (خلال مرحلة الإمارة)، والذي أمضى أكثر من أربعة أعوام في سجون غوانتانامو.