هناك تحوّل نوعي في الموقف الرسمي العربي كشفه اجتماع الجامعة العربية الأخير، ظهر في رفض عقد اجتماع طارئ لبحث الخطوة الإماراتية، من خلال إسقاط مشروع القرار الفلسطيني الذي طالب برفضها، الأمر الذي يكشف بوضوح أن الخلل والانحراف عن أسس الموقف العربي المشترك لا يقتصر على الإمارات ولا البحرين، وإنما يعكس مو
تمر القضية الفلسطينية بمنعطف خطير جرّاء استمرار الانقسام وتعمّقه أفقيًا وعموديًا، واستمرار حالة التيه الناجمة عن وصول الإستراتيجيات المعتمدة إلى طريق مسدود، وفي ظل عدم التحلي بالقناعة والجرأة اللازمتين لاعتماد إستراتيجية جديدة..
يغلب الشعور بالقلق على ردود الفعل الفلسطينية على فوز ترامب من انحيازه المرجح لإسرائيل الذي سيؤدي، في الحد الأدنى، إلى إطلاق يدها للتصرف كما تريد دون الخشية من ردة فعل أميركية أو دولية، وهذا يفتح الباب بصورة أكبر لضم الضفة أو مناطق (ج).
يريد الرئيس بشدة (و"فتح" بدرجة أقل) إجراء الانتخابات لمنح الشرعية لسلطته التي تآكلت شرعيتها في ظل الانقسام، وجرّاء سيطرة "حماس" على قطاع غزة، وعدم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في مواعيدها، إضافة إلى فشل المسيرة السياسية.
إن المدخل للمصالحة الفتحاوية والوطنية ليس عبر إذكاء مخاوف الرئيس من خلال الخشية من تكرار سيناريو تغيير قيادة ياسر عرفات، وإيجاد قيادة فلسطينية جديدة ومختلفة، عبر التركيز على عودة دحلان، وإنما يكون ببلورة رؤية تبقي القضية الفلسطينية بوصفها قضية جامعة بعيدا عن المحاور العربية والإقليمية والدولية.
إن الذين يحذرون من إمكانية أن تكون الانتخابات المحلية القادمة جزءًا من مؤامرة لكي تشكل هذه البلديات المنتخبة بديلا من السلطة عليهم التريث، لأن المجالس البلدية المنتخبة ستكون عصية على الاحتلال أكثر من المجالس المعينة أو المنتهية مدتها.
إن تأجيل الاحتكام إلى الشعب في انتخابات تتعلق بمسائل خدمية سيؤدي إلى عدم عقد الانتخابات إلى أجل غير مسمى، تمامًا مثلما حصل بمؤتمر «فتح» وعقد المجلس الوطني، وهذا أضراره أكبر على المشروع الوطني.
بات من الملحّ إجراء مراجعة لمكانة فلسطين الدولية قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة، لا سيما في ظل التطورات بالغة السوء التي حصلت خلال الفترة القليلة الماضية كثمرة خبيثة لما تشهده المنطقة العربية من حروب وشرذمة وانقسام..
مصر في وضع سيء، إن لم تكن في أسوأ وضع على الأقل، جراء الأوضاع الاقتصادية والحرب على الاٍرهاب، والسيسي ليس مثل السادات الذي كان مسلحًا بانتصار أكتوبر عندما بادر لزيارة إسرائيل، وبالتالي ماذا يملك السيسي للضغط على إسرائيل،